ذكر موقع "News Medical" الطبي أن "دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Medicine أجرت بحثاً حول ما إذا كانت الحالات الخفيفة والشديدة من عدوى فيروس كورونا 2 المرتبط بمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (SARS-CoV-2) له علاقة بتغييرات في المؤشرات الحيوية للدماغ المرتبطة بمرض الزهايمر.ومن خلال تحليل عينات الدم من المشاركين في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وجد الباحثون أن الأفراد الذين أصيبوا بكورونا أظهروا علامات زيادة في أمراض الدماغ، مما أثار مخاوف صحية عامة بالغة الأهمية".
Advertisement
وبحسب الموقع، "مع استمرار العالم في التعافي من جائحة كورونا، يدرس العلماء آثارها الطويلة المدى على صحة الدماغ. وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن العدوى الفيروسية يمكن أن تؤدي إلى التهاب جهازي، وهو عامل رئيسي في الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر. وتشير الأدلة الناشئة إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا الشديد قد يكونون أكثر عرضة للتدهور المعرفي، لكن الآليات الأساسية لا تزال غير واضحة. ونظرًا للأدلة الناشئة على أن حتى الحالات الخفيفة أو المتوسطة من كورونا يمكن أن تؤدي إلى عواقب ما بعد كورونا، فقد هدفت هذه الدراسة إلى تحديد ما إذا كانت عدوى SARS-CoV-2، بغض النظر عن شدتها، يمكن أن تساهم في التغييرات في هذه المؤشرات الحيوية الحرجة".
وتابع الموقع، " لاستكشاف الارتباط المحتمل بين كورونا والأمراض المرتبطة بمرض الزهايمر، قام فريق البحث بتحليل عينات بلازما الدم من المشاركين في الدراسة التي أجراها البنك الحيوي في المملكة المتحدة. ووجدت الدراسة أن الأفراد الذين أصيبوا بكورونا اظهروا تغييرات كبيرة في المؤشرات الحيوية للدماغ المرتبطة بمرض الزهايمر. بالإضافة إلى ذلك، لاحظت الدراسة زيادة مستويات pTau-181، وهو بروتين مرتبط بتشابكات تاو في الدماغ، وارتفاع مستويات NfL، مما يشير إلى تلف الخلايا العصبية. كان GFAP، وهو علامة على تنشيط الخلايا النجمية والالتهاب العصبي، أعلى أيضًا لدى أولئك الذين أصيبوا بكورونا. ومن المثير للدهشة أن هذه التغييرات في المؤشرات الحيوية كانت قابلة للمقارنة بأربع سنوات من الشيخوخة أو 60٪ من حجم تأثير وراثة أليل APOE-ε4 واحد، وهو عامل خطر وراثي معروف لمرض الزهايمر".
وأضاف الموقع، " كانت هذه التغييرات في المؤشرات الحيوية أكثر وضوحًا لدى الأفراد الأكبر سنًا وأولئك الذين لديهم عوامل خطر موجودة مسبقًا مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة. ومن المثير للاهتمام أن حتى المشاركين الذين أصيبوا بكورونا مع أعراض خفيفة أو من دون أعراض أظهروا تغييرات في المؤشرات الحيوية في بلازما الدم، مما يشير إلى أن تأثير العدوى على صحة الدماغ قد لا يقتصر على الحالات الشديدة. بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن بعض العلامات الالتهابية، بما في ذلك TNFSF10 (TRAIL)، وPTX3، وIL-6، قد تغيرت لدى الأفراد بعد الإصابة بكورونا، مما يشير إلى استجابة التهابية مطولة يمكن أن تساهم في أمراض الدماغ.
وأوضح الباحثون أنه في حين أن هذه الدراسة لا تثبت وجود رابط سببي مباشر بين كورونا ومرض الزهايمر، فإن النتائج تثير مخاوف بشأن العواقب العصبية المحتملة الطويلة المدى للعدوى الفيروسية. كما سلطت النتائج الضوء على أهمية مراقبة صحة الدماغ لدى مرضى ما بعد كورونا والنظر في الاستراتيجيات الوقائية للمرضى المعرضين للخطر".
وختم الموقع، "بشكل عام، قدمت الدراسة أدلة جديدة على أن كورونا قد يسرّع من التغيرات الدماغية المرتبطة بمرض الزهايمر، حتى في الأفراد المصابين بعدوى خفيفة. وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج، أكد المؤلفون أن نتائجهم تتوافق مع التقارير السابقة التي تشير إلى زيادة حالات الخرف بعد كورونا. وتسلط هذه النتائج الضوء على أهمية المراقبة الطويلة الأمد والتدخلات الوقائية واستراتيجيات الصحة العامة المستقبلية التي تهدف إلى التخفيف من المخاطر العصبية بعد كورونا".
أخبار متعلقة :