مع بداية عام 2025 صُدم اللبنانيون بجرائم مروعة ارتكبت في خلال أسبوعين فقط، راح ضحيتها عدد من المدنيين الأبرياء، ما يُشير إلى ارتفاع نسبة الجرائم بشكل مُخيف فبات اللبناني يخشى على حياته وأمنه بعدما كان يخاف من الحرب وانهيار الوضع الاقتصادي.
ولعلّ جريمة فاريا التي أودت بحياة خليل خليل ابن الـ 19 عاما كانت الأكثر قساوة حيث ارتكبها الجاني بدم بارد وعلى مرأى من والدته ورفاقه وشقيقة المغدور والسبب أحقية مرور، ولا تزال تداعياتها مستمرة.
وفي استعادة للجرائم التي ارتُكبت منذ مطلع العام، نتذكر جريمة ضبيه التي أودت بحياة جورج روكز صاحب معرض للسيارات على يد ابن الـ 20 عاما الذي أراد تلبية رغبات حبيبته بالحصول على سيارة مرسيدس من نوع "جي كلاس".
وفي 27 كانون الثاني الماضي، عُثر على صاحب محطة وقود في مزرعة يشوع مكبلاً ومرمياً في دورة المياه، وتبين انه قُتل على يد عمال سوريين كانوا يعملون لديه.
وفي الأول من شباط الجاري، عُثر على نائب مطران طائفة الأرمن الأرثوذكس في لبنان الأرشمندريت أنانيا كوجانيان جثة داخل منزله في بصاليم بعدما فُقد الاتصال به قبل يوم واحد، وأظهرت التحقيقات ان الجريمة كانت بدافع السرقة.
وكاد الخوري إيلي بشعلاني خادم رعية مار أنطونيوس البدواني للموارنة يخسر حياته صباح الأحد الماضي، خلال عودته من بيروت إلى منزله في منطقة المريجات حين طاردته سيارة وحاولت قطع الطريق أمامه، وتمكن من التخلص منها، إلّا أن السيارة عادت وتوقفت أمام منزله وترجل منها شخص مسلّح وفتح النار على المنزل الذي أصيب بعدة طلقات، ثم لاذ بالفرار.
أما جريمة فاريا والتي حصلت مؤخرا فهزت الرأي العام اللبناني لأنها ارتكبت عن عمد وبسب أفضلية مرور حيث قام الجاني بدهس الضحية مرات عدة وفرّ من دون ان يرف له أي جفن.
والجيد ان القوى الأمنية تمكنت من توقيف غالبية المجرمين مع العلم ان مرتكبي جريمة مزرعة يشوع فروا إلى سوريا. وأكد وزير الداخلية بسام مولوي ان الجرائم التي تحصل جنائية ولا طابع أمنيا لها، ولكن يبقى السؤال ما هو الدافع لارتكاب مثل هذه الجرائم وما مدى تأثير العامل النفسي على سلوكيات المجرم؟
تقول الاختصاصية في الدعم النفسي والاجتماعي مورغا حبوشي عبر "لبنان 24" ان "نسبة ارتكاب الجرائم تتزايد في هذه الفترة بشكل مُخيف في لبنان وخاصة في صفوف الشباب أي ما بين 18 و30 عاما لأن نسبة الاندفاع لدى هذه الفئة العمرية تكون كبيرة، أما ضبط النفس لديهم فيكون منخفضا".
وتتابع: "إذا لم يخضع الشاب في مثل هذا العمر لتربية صحيحة خلال طفولته او في حال تعرّض لاضطرابات نفسية خلال مرحلة الطفولة أو لعنف فهذا الأمر بالتأكيد سيؤثر عليه وسيُعزز ويغذي روح الإجرام عنده، فليس من السهل ان يرتكب الانسان جريمة وان ينهي حياة شخص آخر ببرودة دم ".
ولفتت حبوشي إلى ان "جريمة ضبيه الشنيعة التي ارتكبها ابن الـ 20 عاما كانت عن سابق إصرار وترصد حيث استطاع ان يقوم بجريمة قتل بدم بارد استهدفت صاحب المعرض وأنهى حياته وسرق سيارة وفرّ". وتابعت: "هذه الجريمة قد تكون ناجمة عن اضطراب نفسي حيث يكون الجاني قد تعرّض لضغوط نفسية او لعنف او ان الظروف الحياتية او الاقتصادية التي يمر بها جعلته يندفع لارتكاب جريمة بدافع المال والوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيش فيه ".
أما النوع الثاني من الجرائم فقد تكون جرائم آنية او فورية مثل ما حدث في منطقة فاريا، وحذرت حبوشي من ان "هناك آفة كبيرة يعاني منها مجتمعنا هي آفة تعاطي حبوب الهلوسة إلى جانب المخدرات وشرب الكحول بطريقة عشوائية"، لافتة إلى ان "حبوب الهلوسة تجعل الشباب يتصرفون بطريقة غير متوازنة او طبيعية وقد تؤدي في معظم الأحيان إلى ارتكاب جرائم".
وقال حبوشي: "في جريمة فاريا التي كانت "فورية" أي ناتجة عن فعل وردة فعل، حيث قيل ان الضحية خليل خليل "كسر" بسيارته على القاتل فاعتبر الأخير ان هذا الأمر يمسه شخصيا أي انه استُفز ولكن الاستفزاز لا يولد جريمة قتل وإنهاء حياة بدم بارد كما فعل الجاني، ولكن قد يكون هذا القاتل ورث روح الجريمة من أهله او تربى بطريقة غير صحيحة.وهنا لا بد من التحذير بأن تعزيز روح الشر في نفوس أولادنا يولد لديهم الروح الانفعالية القوية التي قد تؤدي إلى ارتكاب جريمة ".
وتابعت: "عندما نعلم أولادنا في عمر صغير انه في حال ضربكم أحد فيجب ان تردوا بضربه أيضا بهدف تقوية شخصية الطفل فهذا أمر خاطئ ونحن لا نقوي شخصية الطفل بهذه الطريقة بل للأسف نكون زرعنا فيه بذور الشر التي يمكن تنبت في المكان الخاطئ" .
وتضيف: "إذا ربيت أولادي في عمر صغير على هذه السلوكيات الخاطئة وعلى هذه الأساليب، فان الولد سيتربى تلقائيا على هذه الأفكار وسيُمارسها تجاه الآخرين وسيتحوّل إلى شخصية انفعالية لا تتحكم بردات فعلها، وسيعتبر انه لا يمكن لأحد ان يستفزه وانه بإمكانه ان يأخذ حقه بيده مهما كانت الطريقة ولو كانت حتى إلغاء الآخر".
وعن دور الوالدة في جريمة فاريا حيث كانت إلى جانب الجاني لحظة ارتكاب الجريمة، تقول حبوشي ان "التحقيقات لم تظهر بعد دور الوالدة وسبب سكوتها عن الجريمة التي حصلت أمام عينيها فالتحقيقات لا تزال أولية وملابسات الجريمة لم تتضح بعد".
وتُحلل حبوشي وضع الأم قائلة: "قد تكون والدة الجاني شعرت بالصدمة والذهول خلال رؤية ابنها يرتكب هذه الجريمة الشنعاء وفي هذه الحالة هناك من لا يستطيع ان يقوم بردة فعل او التعبير او ردع الشخص الآخر الذي يقوم بهكذا نوع من الجرائم وهذه الجريمة ليست سهلة بالنسبة لأم وهنا نتحدث عن أم "طبيعية"، اما في الحالة الثانية أي ان تسكت عن الجريمة وان تتغاضى عما حصل فهذا يعني ان روح الجريمة متوارثة لديها او في العائلة".
ورجحت حبوشي ان "عائلة الجاني كانت تحت تأثير حبوب هلوسة او حبوب مخدرة إضافة إلى الكحول وهذا الخليط يدفع الأشخاص الى القيام بجرائم بدم بارد جدا من دون الشعور بالذنب او بانهم تسببوا بأذية أنفسهم أو غيرهم وقد يستلذون بمنظر الدم وهذا للأسف ما حصل في جريمة فاريا".
ولفتت إلى ان "الشبان الذين يقومون بهذه الجرائم هم بعمر صغير أي تحت الـ 30 عاما لأن نسبة الانفعال في هذا العمر كبيرة وعدم ضبط النفس مرتفع جدا، ونسبة 96 بالمئة من الشبان يعانون من هذه المواضيع وللأسف ثمة غياب للأهل في هذه المرحلة العمرية عن متابعة شؤون أولادهم فهم يعتقدون ان أولادهم كبروا ويمكنهم الاتكال على أنفسهم ولا يخضغون للرقابة وقد يكون بعضهم مر خلال مراهقته بمرحلة غير طبيعية قد تكون مرحلة تعنيف او انهم هم من كانوا يعنفون رفاقهم في المدرسة وهذا ما قد نعتبره أمرا عاديا ان يتجادل الرفاق في المدرسة وان يؤلفوا عصابة وهذا الأمر الذي لا يلفت نظرنا كأهل، هو أمر خاطئ، إضافة إلى ان مشاهدة جرائم القتل عبر التلفزيون يغذي أيضا روح الجريمة لديهم".
وشددت على ان "كل شيئ في حياتنا يؤثر فينا ويلعب دورا إيجابيا او سلبيا على حياتنا وشخصيتنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا في هذه الحياة" ، وتابعت: "هذا الأمر مهم جدا ويجب مراقبة الأولاد في مرحلة المراهقة ومعرفة ماذا يفعلون وكيف هي سلوكياتهم في البيت والمدرسة ومع أصدقائهم ومع المحيطين بهم ومن هم رفاقهم وما هي سلوكيات أهل هؤلاء الأصدقاء. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار الشكاوى التي قد ترد للأهل من المدرسة حول سلوكيات ابنهم وعدم الاستهانة بها لأنه إذا كان يُعاني من هذا الموضوع ولديه روح الشر فيجب ان يتم عرضه على أخصائي لمنع تغذية روح الجريمة لديه".
وشددت حبوشي على ان "الجرائم التي تحصل حاليا في لبنان ناجمة عن اضطرابات نفسية إضافة إلى تأثير حبوب الهلوسة والمخدرات والتي أصبحت مُتاحة بشكل كبير بين الشبان وهذا الأمر يلعب دورا كبيرا في زيادة الاضطرابات النفسية لديهم".
إذا الصحة النفسية والتربية الصحيحة يلعبان دورا أساسيا في اكتساب الانسان السلوكيات الصحيحة والابتعاد عن روح الشر والجريمة، على أمل ان تكون جريمة فاريا المروعة "خاتمة" الجرائم التي يشهدها لبنان.
Advertisement
ولعلّ جريمة فاريا التي أودت بحياة خليل خليل ابن الـ 19 عاما كانت الأكثر قساوة حيث ارتكبها الجاني بدم بارد وعلى مرأى من والدته ورفاقه وشقيقة المغدور والسبب أحقية مرور، ولا تزال تداعياتها مستمرة.
وفي استعادة للجرائم التي ارتُكبت منذ مطلع العام، نتذكر جريمة ضبيه التي أودت بحياة جورج روكز صاحب معرض للسيارات على يد ابن الـ 20 عاما الذي أراد تلبية رغبات حبيبته بالحصول على سيارة مرسيدس من نوع "جي كلاس".
وفي 27 كانون الثاني الماضي، عُثر على صاحب محطة وقود في مزرعة يشوع مكبلاً ومرمياً في دورة المياه، وتبين انه قُتل على يد عمال سوريين كانوا يعملون لديه.
وفي الأول من شباط الجاري، عُثر على نائب مطران طائفة الأرمن الأرثوذكس في لبنان الأرشمندريت أنانيا كوجانيان جثة داخل منزله في بصاليم بعدما فُقد الاتصال به قبل يوم واحد، وأظهرت التحقيقات ان الجريمة كانت بدافع السرقة.
وكاد الخوري إيلي بشعلاني خادم رعية مار أنطونيوس البدواني للموارنة يخسر حياته صباح الأحد الماضي، خلال عودته من بيروت إلى منزله في منطقة المريجات حين طاردته سيارة وحاولت قطع الطريق أمامه، وتمكن من التخلص منها، إلّا أن السيارة عادت وتوقفت أمام منزله وترجل منها شخص مسلّح وفتح النار على المنزل الذي أصيب بعدة طلقات، ثم لاذ بالفرار.
أما جريمة فاريا والتي حصلت مؤخرا فهزت الرأي العام اللبناني لأنها ارتكبت عن عمد وبسب أفضلية مرور حيث قام الجاني بدهس الضحية مرات عدة وفرّ من دون ان يرف له أي جفن.
والجيد ان القوى الأمنية تمكنت من توقيف غالبية المجرمين مع العلم ان مرتكبي جريمة مزرعة يشوع فروا إلى سوريا. وأكد وزير الداخلية بسام مولوي ان الجرائم التي تحصل جنائية ولا طابع أمنيا لها، ولكن يبقى السؤال ما هو الدافع لارتكاب مثل هذه الجرائم وما مدى تأثير العامل النفسي على سلوكيات المجرم؟
تقول الاختصاصية في الدعم النفسي والاجتماعي مورغا حبوشي عبر "لبنان 24" ان "نسبة ارتكاب الجرائم تتزايد في هذه الفترة بشكل مُخيف في لبنان وخاصة في صفوف الشباب أي ما بين 18 و30 عاما لأن نسبة الاندفاع لدى هذه الفئة العمرية تكون كبيرة، أما ضبط النفس لديهم فيكون منخفضا".
وتتابع: "إذا لم يخضع الشاب في مثل هذا العمر لتربية صحيحة خلال طفولته او في حال تعرّض لاضطرابات نفسية خلال مرحلة الطفولة أو لعنف فهذا الأمر بالتأكيد سيؤثر عليه وسيُعزز ويغذي روح الإجرام عنده، فليس من السهل ان يرتكب الانسان جريمة وان ينهي حياة شخص آخر ببرودة دم ".
ولفتت حبوشي إلى ان "جريمة ضبيه الشنيعة التي ارتكبها ابن الـ 20 عاما كانت عن سابق إصرار وترصد حيث استطاع ان يقوم بجريمة قتل بدم بارد استهدفت صاحب المعرض وأنهى حياته وسرق سيارة وفرّ". وتابعت: "هذه الجريمة قد تكون ناجمة عن اضطراب نفسي حيث يكون الجاني قد تعرّض لضغوط نفسية او لعنف او ان الظروف الحياتية او الاقتصادية التي يمر بها جعلته يندفع لارتكاب جريمة بدافع المال والوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيش فيه ".
أما النوع الثاني من الجرائم فقد تكون جرائم آنية او فورية مثل ما حدث في منطقة فاريا، وحذرت حبوشي من ان "هناك آفة كبيرة يعاني منها مجتمعنا هي آفة تعاطي حبوب الهلوسة إلى جانب المخدرات وشرب الكحول بطريقة عشوائية"، لافتة إلى ان "حبوب الهلوسة تجعل الشباب يتصرفون بطريقة غير متوازنة او طبيعية وقد تؤدي في معظم الأحيان إلى ارتكاب جرائم".
وقال حبوشي: "في جريمة فاريا التي كانت "فورية" أي ناتجة عن فعل وردة فعل، حيث قيل ان الضحية خليل خليل "كسر" بسيارته على القاتل فاعتبر الأخير ان هذا الأمر يمسه شخصيا أي انه استُفز ولكن الاستفزاز لا يولد جريمة قتل وإنهاء حياة بدم بارد كما فعل الجاني، ولكن قد يكون هذا القاتل ورث روح الجريمة من أهله او تربى بطريقة غير صحيحة.وهنا لا بد من التحذير بأن تعزيز روح الشر في نفوس أولادنا يولد لديهم الروح الانفعالية القوية التي قد تؤدي إلى ارتكاب جريمة ".
وتابعت: "عندما نعلم أولادنا في عمر صغير انه في حال ضربكم أحد فيجب ان تردوا بضربه أيضا بهدف تقوية شخصية الطفل فهذا أمر خاطئ ونحن لا نقوي شخصية الطفل بهذه الطريقة بل للأسف نكون زرعنا فيه بذور الشر التي يمكن تنبت في المكان الخاطئ" .
وتضيف: "إذا ربيت أولادي في عمر صغير على هذه السلوكيات الخاطئة وعلى هذه الأساليب، فان الولد سيتربى تلقائيا على هذه الأفكار وسيُمارسها تجاه الآخرين وسيتحوّل إلى شخصية انفعالية لا تتحكم بردات فعلها، وسيعتبر انه لا يمكن لأحد ان يستفزه وانه بإمكانه ان يأخذ حقه بيده مهما كانت الطريقة ولو كانت حتى إلغاء الآخر".
وعن دور الوالدة في جريمة فاريا حيث كانت إلى جانب الجاني لحظة ارتكاب الجريمة، تقول حبوشي ان "التحقيقات لم تظهر بعد دور الوالدة وسبب سكوتها عن الجريمة التي حصلت أمام عينيها فالتحقيقات لا تزال أولية وملابسات الجريمة لم تتضح بعد".
وتُحلل حبوشي وضع الأم قائلة: "قد تكون والدة الجاني شعرت بالصدمة والذهول خلال رؤية ابنها يرتكب هذه الجريمة الشنعاء وفي هذه الحالة هناك من لا يستطيع ان يقوم بردة فعل او التعبير او ردع الشخص الآخر الذي يقوم بهكذا نوع من الجرائم وهذه الجريمة ليست سهلة بالنسبة لأم وهنا نتحدث عن أم "طبيعية"، اما في الحالة الثانية أي ان تسكت عن الجريمة وان تتغاضى عما حصل فهذا يعني ان روح الجريمة متوارثة لديها او في العائلة".
ورجحت حبوشي ان "عائلة الجاني كانت تحت تأثير حبوب هلوسة او حبوب مخدرة إضافة إلى الكحول وهذا الخليط يدفع الأشخاص الى القيام بجرائم بدم بارد جدا من دون الشعور بالذنب او بانهم تسببوا بأذية أنفسهم أو غيرهم وقد يستلذون بمنظر الدم وهذا للأسف ما حصل في جريمة فاريا".
ولفتت إلى ان "الشبان الذين يقومون بهذه الجرائم هم بعمر صغير أي تحت الـ 30 عاما لأن نسبة الانفعال في هذا العمر كبيرة وعدم ضبط النفس مرتفع جدا، ونسبة 96 بالمئة من الشبان يعانون من هذه المواضيع وللأسف ثمة غياب للأهل في هذه المرحلة العمرية عن متابعة شؤون أولادهم فهم يعتقدون ان أولادهم كبروا ويمكنهم الاتكال على أنفسهم ولا يخضغون للرقابة وقد يكون بعضهم مر خلال مراهقته بمرحلة غير طبيعية قد تكون مرحلة تعنيف او انهم هم من كانوا يعنفون رفاقهم في المدرسة وهذا ما قد نعتبره أمرا عاديا ان يتجادل الرفاق في المدرسة وان يؤلفوا عصابة وهذا الأمر الذي لا يلفت نظرنا كأهل، هو أمر خاطئ، إضافة إلى ان مشاهدة جرائم القتل عبر التلفزيون يغذي أيضا روح الجريمة لديهم".
وشددت على ان "كل شيئ في حياتنا يؤثر فينا ويلعب دورا إيجابيا او سلبيا على حياتنا وشخصيتنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا في هذه الحياة" ، وتابعت: "هذا الأمر مهم جدا ويجب مراقبة الأولاد في مرحلة المراهقة ومعرفة ماذا يفعلون وكيف هي سلوكياتهم في البيت والمدرسة ومع أصدقائهم ومع المحيطين بهم ومن هم رفاقهم وما هي سلوكيات أهل هؤلاء الأصدقاء. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار الشكاوى التي قد ترد للأهل من المدرسة حول سلوكيات ابنهم وعدم الاستهانة بها لأنه إذا كان يُعاني من هذا الموضوع ولديه روح الشر فيجب ان يتم عرضه على أخصائي لمنع تغذية روح الجريمة لديه".
وشددت حبوشي على ان "الجرائم التي تحصل حاليا في لبنان ناجمة عن اضطرابات نفسية إضافة إلى تأثير حبوب الهلوسة والمخدرات والتي أصبحت مُتاحة بشكل كبير بين الشبان وهذا الأمر يلعب دورا كبيرا في زيادة الاضطرابات النفسية لديهم".
إذا الصحة النفسية والتربية الصحيحة يلعبان دورا أساسيا في اكتساب الانسان السلوكيات الصحيحة والابتعاد عن روح الشر والجريمة، على أمل ان تكون جريمة فاريا المروعة "خاتمة" الجرائم التي يشهدها لبنان.
أخبار متعلقة :