خليج نيوز

تقرير لـ"The Guardian": خطة ترامب بشأن غزة.. هل كان يعني ما قاله؟ - خليج نيوز

ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية أنه "يوم الثلاثاء، في نهاية اجتماعه في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة يجب أن تسيطر على قطاع غزة وتزيل بشكل دائم 2.2 مليون من سكانه الفلسطينيين لإعادة توطينهم في أماكن مثل مصر والأردن. وقال ترامب إن الولايات المتحدة "ستمتلكه وستكون مسؤولة عنه". وأضاف: "سنستولي على القطاع ونطوره"، وسيكون هناك "أعداد غير محدودة من الوظائف والمساكن" لـ"شعب المنطقة"، رغم أنه لم يحدد من هو هذا الشعب. وأضاف أن غزة ستصبح "ريفييرا الشرق الأوسط"."

Advertisement

 

وبحسب الصحيفة، "شكل ذلك ضربة أخرى محتملة للمنطقة التي عانت من المذبحة والدمار منذ الهجوم الرهيب الذي شنته حماس على إسرائيل في تشرين الأول 2023، والذي أشعل فتيل 16 شهرًا من الهجمات الإسرائيلية على غزة. ومن غير المستغرب أن يقابل ذلك على الفور برفض من جانب أحد اللاعبين الرئيسيين. ففي غضون ساعات، رفضت المملكة العربية السعودية خطة التهجير الفلسطينية، مؤكدة أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية. ومن الصعب أن نتصور إلى أين ستقود عملية وقف إطلاق النار الهشة الجارية حاليا بين حماس وإسرائيل. ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الأسبوع المقبل، بمشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس ومصر وقطر، ويتلخص هدفهم المعلن في الاتفاق على المزيد من عمليات تبادل الأسرى والرهائن، وتمديد الهدنة الحالية المحدودة زمنيا إلى أجل غير مسمى، والتوصل إلى اتفاق بشأن من سيحكم غزة".

 

وتابعت الصحيفة، "إن تصريحات ترامب ترمي بهذا الجزء الأخير من مفاوضات المرحلة الثانية في الفراغ، كما أنها تعطل بقية العملية. ولكن المخاطر عالية للغاية، فقد تُستأنف الحرب بين إسرائيل وحماس في غضون أسابيع إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. وهذه هي النتيجة التي قد يفضلها نتنياهو، المستفيد بلا منازع من تهور ترامب، لأنها ستحافظ على تماسك حكومته المنقسمة. وسوف ترى الأحزاب اليمينية في إسرائيل، التي يعتبر بعضها غزة جزءًا من إسرائيل على أي حال، تصريحات ترامب بمثابة نقطة تحول لصالحها، مع ما يترتب على ذلك من آثار على الضفة الغربية أيضًا. أما الفلسطينيون فسيعتبرون ذلك بمثابة خيانة".

 

وأضافت الصحيفة، "لقد أثارت تصريحات ترامب دهشة الولايات المتحدة والعالم، ولكنها لم تأت من فراغ. فقبل عودته إلى البيت الأبيض، كان ترامب يدلي بتصريحات مماثلة من حين لآخر. فقد قال فور تنصيبه في كانون الثاني إن غزة تبدو كـ "موقع هدم ضخم". وأضاف: "إنها موقع رائع على البحر، الطقس رائع. كما تعلمون، كل شيء على ما يرام". في ذلك الوقت، بدا وكأن ترامب، رجل الأعمال الخبير بالعقارات هو الذي يتحدث وليس الرئيس الأميركي ترامب. في الحقيقة، سيكون من الخطأ الاعتقاد بأنه ليس جاداً على مستوى ما. ففي الأسبوع الماضي فقط، أرسل ترامب مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وهو نفسه مختص في مجال العقارات، للقيام بأول زيارة إلى غزة من قبل مسؤول أميركي منذ بداية الحرب".

 

وبحسب الصحيفة، "لا ينبغي لأحد أن يقلل من أهمية الخداع والتشتيت في عاصفة ترامب الحالية حول مواضيع متعددة بالإضافة إلى الشرق الأوسط. ومع ذلك، بالنسبة لرئيس تولى منصبه في عام 2017، والذي فعل ذلك مرة أخرى بعد ثماني سنوات، وتعهد في كلتا المناسبتين بوضع الولايات المتحدة في المقام الأول، فإن تصريحات يوم الثلاثاء تشكل تحولا مذهلا له عواقب وخيمة إذا أصبحت حقيقة. منذ غزو العراق في عام 2003، ترددت السياسة الخارجية الأميركية في التدخل والاشتباك والاحتلال، وخاصة في الشرق الأوسط. وفي ذلك الوقت، لعبت القوات الأميركية في بعض الأحيان أدوارا رئيسية في صراعات امتدت من ليبيا إلى سوريا، وصولاً إلى أفغانستان، لكن موقف ترامب الدولي الافتراضي كان دائما إخراج القوات الأميركية من خط النار، مع مطالبة الآخرين بتكثيف التزاماتهم. لكن يوم الثلاثاء، بدا ترامب منفتحا على فكرة نشر القوات الأميركية لفرض فكرته بشأن احتلال غزة".

 

وتابعت الصحيفة، "من المفترض أن القوات الأميركية قد تتولى مسؤولية محاولات إبعاد الفلسطينيين بالقوة أيضا. ومن الصعب أن نتصور أن مثل هذه العملية، التي تتحدى القانون الدولي بلا خجل، لن تشرك القوات الأميركية في المواجهات وفي وقوع إصابات في صفوفهم. بعبارة أخرى، هذا هو بالضبط نوع المشاركة الخارجية التي قال ترامب دائما إنه يعارضها. ولكن ولاية ترامب الثانية مختلفة بالفعل. فمن الواضح للغاية أنه بدأ يتحدث بلغة الإمبريالية. فقد هدد بالاستيلاء على غرينلاند، واستعادة قناة بنما، وضم كندا، وإعادة تسمية خليج المكسيك، والآن الاستيلاء على غزة. وربما يقرر الأسبوع المقبل نقل الفلسطينيين إلى نيوفندلاند ولابرادور (مقاطعة في كندا)".

 

ورأت الصحيفة أن "السؤال الحاسم هنا هو ما إذا كان أي من هذا جاداً، خاصة وأن ترامب قال: "لم يكن هذا قراراً اتخذ باستخفاف". ومع ذلك، فإن القرار يفتقر إلى التفاصيل وغير مفهوم بطبيعته كسياسة فعلية، وربما لا يستطيع حتى الرئيس نفسه أن يجزم على وجه اليقين بأن جندياً أميركياً واحداً سيخدم في غزة أو أن دولاراً أميركياً واحداً سيستثمر في تطوير الواجهة البحرية هناك. علاوة على ذلك، قد تأتي جدية هذا الكلام في أشكال مختلفة، كما تظهر رئاسة ترامب الثانية. قد لا يرغب الرئيس الأميركي حقًا في احتلال غزة على الإطلاق، لكن حقيقة أنه قال إنه قد يفعل ذلك هي في حد ذاتها حقيقة تعيد تشكيل حقائق أخرى في الشرق الأوسط وفي السياسة الداخلية الأميركية".

 

وتابعت الصحيفة، "في أقل من ثلاثة أسابيع منذ أدائه اليمين، أثبت ترامب أنه سياسي أكثر ذكاءً مما كان عليه في الظروف الفوضوية في كثير من الأحيان لولايته الأولى. وفي ثقافة سياسية تهيمن عليها وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من العملية التشريعية والقانونية، فإن إعطاء الانطباع هو في الواقع أكثر قوة وأكثر قابلية للتنفيذ على الفور من صناعة السياسات الدقيقة التي تفضلها حكومات مثل حكومة كير ستارمر البريطانية".

 

وختمت الصحيفة، "ربما لا يقدم ترامب الكثير من الناحية المادية للملايين الذين صوتوا له، ولكن قدرته على إقناعهم بأنه يفعل ذلك تسلط الضوء على مستقبل السياسة".

أخبار متعلقة :