نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز
الوئام- خاص
محمد سامي – استشاري الموارد البشرية والتطوير المؤسسي
يظن الكثيرون أن الإبداع هو موهبة فطرية، يولد بها أفراد ويتميزون عن غيرهم في كل أمور الحياة، ويظن آخرون أن الإبداع مقصور وحصري على هؤلاء المولودين في بلاد متقدمة، ونحن فقط يقتصر دورنا على تقليدهم، وهذا ليس صحيحا.
ومن الطبيعي أن تكون هناك مجموعة من البشر مبدعة بالفطرة، لكن الإبداع في ذاته هو مهارة يمكن تعلمها، ويصل إليها الجميع عن طريق تتبع خطوات داخل العمل أو خارجه، ونستعرض هنا الخطوات التي تمكنك من الإبداع ومواصلة النجاح المستدام:
الخطوة الأولى: التعلم، فينبغي عليك أولا، إذا أردت العمل في مجال ما أو صناعة ما، أن تتعلم ذلك المجال أو تلك الصناعة، من حيث الأساسات والمكونات.
الخطوة الثانية: الممارسة، وهي الخطوة التي تلي التعلم؛ فبعد تعلم شيء ما، ينبغي عليك ممارسته حتى لا تنساه، ولكي تتمكن من تطبيق ما تعلمته.
الخطوة الثالثة: الإتقان، فبعد التعلم والممارسة، تأتي إلى نقطة إتقان ما تعلمته ومارسته، ولكي تعرف أنك وصلت إلى نقطة الإتقان، فهناك مؤشرات تكشف لك ذلك، ومنها أن الوقت الذي تستغرقه لإتمام عمل ما، أصبح أقل كثيرا، من ذلك الوقت الذي كنت تنجز فيه نفس العمل منذ عام سابق، وأن جودة العمل أصبحت أعلى مقارنة بعام مضى، كما أن المجهود الذهني والبدني والعصبي أصبح أقل كثيرا من مثيله خلال الفترة الماضية.
الخطوة الرابعة: النقد، بعد وصولك لمرحلة الإتقان، ينبغي أن تنشغل بأمور أخرى من التفكير بالنظر إلى عملك الذي تتقنه، وتطرح أسئلة عديدة منها: كيف أستطيع تطوير ذلك العمل؟ كيف أصل به إلى ربحية أكثر وتكلفة أقل؟ كيف أنزع منه أي مشكلة متعلقة به؟ وأسئلة أخرى.
إذا وصلت إلى هذه النقطة يا عزيزي، فأنت الآن تستطيع الوصول إلى مهارة يحتاجها الجميع، ويفتقدها الكثير، وهي مهارة التفكير والحلول خارج الصندوق، لأنك حتما ستأتي بإجابات لأسئلتك، لم تكن مطروحة من قبل، وهنا نأتي لسؤال آخر، إذا كان الإبداع هو الأكثر ضمانا للنجاح واستمراريته، فمن المسؤول عنه؟
والإجابة: الإبداع مسؤولية مشتركة من المؤسسات التي ينبغي لها توفير البيئة المناسبة، عن طريق إعطاء مساحات لموظفيها من التفكير، وطرح التجارب والحلول والأفكار وتوفير الأدوات والوسائل التي تمكّنهم من ذلك، والاستثمار في مهاراتهم عن طريق التدريب المدروس والمخطط له جيدا، وليس تدريبا عشوائيا، وهو أيضا مسؤولية الموظف الذي يريد الارتقاء بمساره الوظيفي والمعرفي والعلمي، فهو مسؤولية مشتركة وعائده ربحية مشتركة.
تم نشر هذه المقالة 4 خطوات تمكنك من الإبداع ومواصلة النجاح المستدام في العمل للمرة الأولي علي الوئام.