نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز
أعلنت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، بالتعاون مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، اليوم الأربعاء، عن اقتراب تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للأجهزة الإلكترونية والهواتف المتنقلة في السوق السعودي، والتي ستبدأ في 1 يناير 2025، حيث سيتم اعتماد منفذ “USB Type-C” كمعيار موحد.
يهدف القرار إلى تحسين تجربة المستخدمين في السعودية وعدم تحميلهم تكاليف إضافية، وتقديم تقنية شحن ونقل بيانات عالية الجودة، ورفع جودة المنتجات التقنية، بالإضافة إلى دعم مبادئ الاستدامة البيئية، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الحد من حجم النفايات الإلكترونية.
مرحلتان لتنفيذ القرار
وفي أغسطس الماضي، أعلنت الهيئتان عن المراحل الإلزامية لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق السعودي.
ويجرى تنفيذ القرار على مرحلتين، تبدأ الأولى في مطلع عام 2025، وستشمل الهواتف المتنقلة، والأجهزة اللوحية، والكاميرات الرقمية، وأجهزة القراءة الإلكترونية، وأجهزة ألعاب الفيديو المحمولة، وسماعات الرأس، وسماعات الأذن، والسماعات المكبرة للصوت، ولوحات المفاتيح، وأجهزة مؤشر الحاسب (الفأرة)، إضافة إلى أنظمة الملاحة المحمولة، ومكبرات الصوت المحمولة، والموجهات اللاسلكية (راوتر)، ومن المقرر أن تنطلق المرحلة الثانية في الأول من أبريل لعام 2026، وتشمل أجهزة الحاسب الآلي المحمولة.
خفض كمية الاستهلاك والنفايات الإلكترونية
يسهم القرار في خفض كمية الاستهلاك المحلي للشواحن وكابلات الشحن الخاصة بالهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية بما يفوق 2.2 مليون وحدة سنويًا، والمساهمة في توفير الإنفاق من المستهلكين في المملكة لما يزيد عن 170 مليون ريال سنويًا، إضافة إلى تحقيق مستهدفات السعودية للاستدامة في قطاع التقنية من خلال خفض النفايات الإلكترونية بما يقارب 15 طن سنويًا.
دول طبقت القرار
هناك تجارب سابقة لتوحيد منافذ الشحن للأجهزة الإلكترونية على مستوى العالم، وكان الاتحاد الأوروبي من أبرز الجهات التي قادت هذه الجهود.
في عام 2009، بدأت المفوضية الأوروبية مباحثات مع شركات التكنولوجيا الكبرى لتوحيد منافذ الشحن بهدف تقليل النفايات الإلكترونية وتسهيل الاستخدام للمستهلكين، نتيجة لهذه الجهود، تم التوصل إلى اتفاق غير ملزم بين الشركات لتوحيد الشاحن ليكون بمنفذ Micro-USB.
لكن لاحقًا، ومع ظهور تقنيات جديدة مثل منفذ USB Type-C، دفع الاتحاد الأوروبي نحو توحيد الشاحن ليصبح بمنفذ USB Type-C بشكل إلزامي. في عام 2022، أقر الاتحاد قانونًا يلزم الشركات المصنعة للهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الصغيرة باستخدام USB Type-C كمنفذ شحن موحد بحلول عام 2024، يشمل هذا القانون الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، والكاميرات الرقمية وغيرها.
وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي هو من يقود هذه الجهود بشكل رئيسي، إلا أن هناك تجارب مماثلة على مستوى العالم. الصين وبعض الدول الآسيوية بدأت أيضًا تدفع نحو توحيد المنافذ لتقليل النفايات الإلكترونية.
آبل توافق بعد مقاومة للقرار
بعض الشركات، مثل آبل، قاومت لفترة طويلة هذه الجهود، خاصة فيما يتعلق بمنفذ الشحن الخاص بها Lightning، لكنها بدأت بالتحول نحو USB Type-C في بعض الأجهزة مؤخرًا بسبب الضغوط التنظيمية.
ووافقت شركة آبل على توحيد منافذ الشحن تماشياً مع قانون الاتحاد الأوروبي الذي يفرض استخدام منفذ شحن USB Type-C كمعيار موحد لجميع الأجهزة الإلكترونية المحمولة بحلول عام 2024، وهذا القرار أثر بشكل خاص على آبل، حيث كانت الشركة تعتمد في معظم أجهزتها مثل آيفون على منفذ الشحن الخاص بها المعروف بـ Lightning.
في أكتوبر 2023، أطلقت آبل سلسلة iPhone 15، والتي كانت أول مجموعة هواتف من الشركة تأتي بمنفذ USB Type-C بدلاً من منفذ Lightning، استجابة لقانون الاتحاد الأوروبي، وقررت الشركة اتباع هذا القرار على مستوى عالمي لتجنب وجود نسختين مختلفتين من أجهزتها.
التأثير البيئي والاقتصادي
يمثل قرار توحيد منافذ الشحن خطوة إيجابية من الناحيتين البيئية والاقتصادية، حيث يقلل من التكاليف ويحد من التلوث البيئي الناتج عن إنتاج واستهلاك الشواحن المتعددة، ما يجعلها خطوة مستدامة تحقق فوائد على المدى الطويل.
من الناحية البيئية، فإن توحيد منافذ الشحن يعني تقليل الحاجة إلى إنتاج عدد كبير من الشواحن المختلفة لكل جهاز، ومن شأنه أن يساهم في تقليل كمية النفايات الإلكترونية الناتجة عن الشواحن غير المستخدمة أو القديمة، حيث تشكل النفايات الإلكترونية مصدرًا كبيرًا للتلوث بسبب وجود مواد كيميائية ومعادن ثقيلة داخل الأجهزة والشواحن.
وبتقليل عدد الشواحن التي يتم إنتاجها ونقلها، يمكن تقليل البصمة الكربونية المرتبطة بعملية التصنيع والشحن والتوزيع عندما تكون هناك حاجة لشاحن واحد فقط لكل جهاز، يقل استهلاك الطاقة في التصنيع والنقل، وبتقليل استهلاك الطاقة يخفف الضغط على البيئة.
أما من الناحية الاقتصادية، فإن وفقًا لمفوض السوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي، تيري بريتون، فإن توحيد منافذ الشحن للأجهزة الإلكترونية ستوفر حوالي 250 مليون يورو للمستهلكين في أوروبا وحدها، وسيتمكن المستهلكون من استخدام نفس الشاحن لأجهزة مختلفة، مما يعزز الراحة ويقلل التكاليف الإجمالية على المستخدمين والشركات المصنعة.
وعندما تلتزم الشركات بمنفذ شحن موحد، فإنها ستتمكن من تقليل تكاليف البحث والتطوير والإنتاج الخاصة بالشواحن المتعددة، كما ستقل تكاليف التوزيع، نظرًا لأن الشركات لن تحتاج إلى إنتاج مجموعة متنوعة من الشواحن، ويشجع القرار الشركات على التركيز على تحسين أداء الأجهزة نفسها وتطوير تقنيات شحن أسرع وأكثر كفاءة، بدلاً من العمل على أنواع شواحن مختلفة.