نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز
بعد عدة محاولات سابقة فاشلة لإنهاء هذه الحرب المدمرة، اعتمد بلينكن هذه المرة نهجاً جديداً يهدف إلى فهم ما يمكن أن يحدث بعد انتهاء النزاع.
وأكد بلينكن خلال زيارته السابقة لإسرائيل في أغسطس أنها قد تكون “الفرصة الأخيرة” للتوصل إلى اتفاق. وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة وقطر عن قرب استئناف المفاوضات بشأن وقف لإطلاق النار.
في الأسابيع الأخيرة، قلل بلينكن والمسؤولون الأمريكيون من استخدام مصطلح “وقف إطلاق النار”، وبدلاً من ذلك، دعوا إلى إنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة. وركزت محادثاته بشكل متزايد على خطة لحكم غزة تستبعد حماس، التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، مع هدف تمكين إسرائيل من إعلان النصر والانسحاب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وأوضح بلينكن في الدوحة أن الشريكين يسعيان إلى خطة تضمن انسحاب إسرائيل ومنع حماس من إعادة تشكيل نفسها، وتمكين الشعب الفلسطيني من إعادة بناء حياته ومستقبله.
في ختام جولته، التي تضمنت اجتماعات مع وزراء عرب في لندن، تحدث بلينكن عن “أفكار ملموسة” قيد التطوير لتعزيز الأمن والحكم وإعادة الإعمار في غزة.
وأعرب عن أن هذه هي لحظة مهمة لكل دولة لتحديد دورها والمساهمات التي يمكن أن تقدمها لتحقيق السلام في غزة.
وفي إسرائيل، ذكر بلينكن أن الدولة العبرية حققت معظم أهدافها الاستراتيجية في غزة، خاصة بعد مقتل رئيس مكتب حماس السياسي، يحيى السنوار.
وأرسل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بلينكن إلى الشرق الأوسط بعد مقتل السنوار، قبل أيام من الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر. وقد أثرت الحرب على الوضع السياسي لبيدن ونائبته كامالا هاريس، حيث تعرض الديمقراطيون لانتقادات بسبب عدم ضبطهم لإسرائيل.
ورغم زيارة بلينكن، استمرت الحرب. ومنذ 6 أكتوبر، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً جديداً على شمال غزة، مما أسفر عن مقتل 770 شخصاً خلال 19 يوماً، حسب مصادر الدفاع المدني.
وفي جولاته السابقة، تمكن بلينكن من تقليل نطاق الحرب، لكن إسرائيل شنت هجوماً جديداً في لبنان وزادت من الضغوط ضد حزب الله، رغم دعوات الولايات المتحدة وفرنسا لوقف إطلاق النار.
وفي لندن، أشاد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بجهود بلينكن، لكنه تساءل عن تأثير ذلك على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، محذراً من أن الشرق الأوسط يزداد سوءًا في كل اجتماع.
وأكد بايدن، الذي طالما كان مدافعاً عن إسرائيل، على استمرار الدعم العسكري رغم اختلافه مع الحكومة اليمينية لنتانياهو، في الوقت الذي يرفض فيه مسؤولون في إدارته الاتهامات بفشل دبلوماسيتهم.
وبينما حققت الدبلوماسية الأمريكية تقدماً محدوداً في بعض القضايا، أشار محللون إلى أن إدارة بايدن لم تحقق أهدافها الرئيسية في المنطقة، وأن رحلات بلينكن المتعددة أظهرت مدى تراجع النفوذ الأمريكي واستعداده للتعامل مع الأحداث بدلاً من التأثير عليها.