مبادرة مستقبل الاستثمار.. شراكات استراتيجية عالمية تدعم رؤية السعودية 2030

اجتمع قادة الأعمال والتكنولوجيا والمالية العالميون في العاصمة السعودية، في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بنسخته الثامنة، تحت شعار ” أفق لا متناهٍ.. الاستثمار اليوم لصياغة الغد”، الذي انطلق اليوم الثلاثاء.

وأعمال المؤتمر فرصة للحاضرين لبناء علاقات مع بعض أكبر الشركات في المملكة العربية السعودية، وصندوق الاستثمار السيادي البالغ 925 مليار دولار.

وتركز النسخة الثامنة على إستراتيجيات جديدة لمواجهة ومعالجة التحديات العالمية ودور أفريقيا في الاقتصاد العالمي، وتعزيز دور المرأة في المناصب القيادية والهياكل الداخلية والجوانب العملية للاستثمارات.

وانطلق المؤتمر الأول في عام 2017 بالتزامن مع إطلاق رؤية 2030، بهدف جذب الاستثمارات للمملكة وخارجها، وتوسيع الفرص الاقتصادية على نطاق عالمي. ويختبر الحدث هذا العام أيضًا شهية المستثمرين في التحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة العربية السعودية.

خفض استثمارات الخارج

وقال محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، إن الصندوق يعتزم خفض استثماراته الخارجية بنحو الثلث مع سعي المملكة لاستغلال موارده لتمويل خططها الرامية للحد من اعتماد الاقتصاد على النفط.

وأضاف في كلمة ألقاها أمام مجموعة من قادة الأعمال والتكنولوجيا والتمويل، إن صندوق الثروة السيادية يركز بشكل أكبر على الاقتصاد المحلي ويهدف إلى خفض استثمارات الصندوق الدولية إلى ما بين 18% و20% من الإجمالي من 30%.

وصندوق الثروة السيادية وسيلة لتنفيذ خطط توجيه الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط، مع استثمارات بمئات المليارات من الدولارات لتطوير قطاعات جديدة وخلق مصادر دخل أكثر استدامة.

وقال الرميان إن هناك تحولاً في طريقة توظيف الصندوق لاستثماراته نحو إقامة مشاريع مشتركة مع شركات دولية ومحلية.

وأضاف في المؤتمر “الآن نشهد تحولا من الأشخاص الذين يريدون منا الاستثمار أو أخذ أموالنا للاستثمار من هناك إلى الاستثمارات المشتركة”.

حضور 6 آلاف شخص

ويشهد المؤتمر حضور 6 آلاف شخص على مدار ثلاثة أيام، ويشارك في الحدث كبرى المحافظ المالية العالمية مثل هورويتز، وبلاك روك، وجي بي مورغان، وسيتي جروب، إلى جانب شركات تقنية عملاقة مثل جوجل وتيك توك، التي تبدي اهتماماً بتأسيس مراكز بيانات ضخمة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

شركات صينية وأفريقية

وللمرة الأولى يشهد المؤتمر شركات صينية ووفود من الدول الأفريقية، إذ الصين الشريك التجاري الأكبر للمملكة، حيث بدأت الشركات الصينية بتنفيذ مشاريع متنوعة في السعودية، تشمل مجالات الطاقة البديلة والعمران.

وتهدف المشاركة الأفريقية إلى تعزيز استثمارات السعودية بالتعاون مع شركات أمريكية كبرى في عدة دول أفريقية، خصوصاً في مجالات التعدين والصناعة الرقمية.

ومن بين هذه المشاريع مركز المعلومات المخطط إنشاؤه في كينيا، والذي سيعتمد على تكنولوجيا مايكروسوفت.

وتواجه الشركات الأمريكية تحديات في منافسة الصين وروسيا في الأسواق الأفريقية، وتسعى للتعاون مع دول الخليج في تنفيذ مشاريع مشتركة في أفريقيا، مستفيدة من العلاقات القوية التي تربط دول الخليج بعدد من الدول الأفريقية.

45 شريك إستراتيجي

وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان قال ضمن جلسات المؤتمر إن شركاء مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار وصل إلى 45 شريك إستراتيجي من أكبر المؤسسات الاقتصادية والمالية في العالم، وصار لديها منح دراسية، وبرامج تمويلية، إلى جانب الدراسات التي تقوم بها، وقراءة كل ما يخص عالم المال والأعمال، لإظهار الفرص المتاحة والقطاعات الناشئة.

وأشار وزير الاستثمار خالد الفالح إلى أن عدد الشركات التي لديها مقرات إقليمية في السعودية وصل إلى 540 شركة، بزيادة عن العدد الذي كان مستهدفا في 2030 وهو 500 مقر.

ومن الأمثلة على ذلك بنك ميزوهو الياباني، الذي قال رئيسه التنفيذي ماساهيكو كاتو: “سنقوم بإنشاء مقر إقليمي في مركز الملك عبدالله المالي في الرياض”.

أضاف وزير الاستثمار أن “الهدف كان 500 مقر بحلول 2030، ويسعدني أن أعلن أننا وصلنا إلى 540 مقرا بحلول هذا الصباح”، مبينا أن بعضها شركات كبرى متعددة الجنسيات”.

وزير الاستثمار، أشار إلى أن الناتج المحلي السعودي زاد 70% منذ إطلاق رؤية 2030، رغم الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط، مبينا أن الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية متقدم على الأجندة التي حددناها العام الماضي والتي بلغت قيمتها 26 مليار دولار.

وأكد أن السعودية مركز اقتصاد الشرق الأوسط، حيث إن العوامل الدافعة للنمو أكثر من المعوقة، مشيرا إلى أنها سجلت العام الماضي 100 مليون زيارة سياحية، فيما زادت رخص المستثمرين الأجانب 10 أضعاف عن ما كان عليه قبل الرؤية.