موزمبيق تشتعل بالاحتجاجات والقنابل المسيلة

أطلقت الشرطة الموزمبيقية الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في العاصمة مابوتو، اليوم الخميس، خلال أكبر مظاهرة ضد “حزب فريلمو“ الحاكم منذ إعلان فوزه في الانتخابات المثيرة للجدل التي جرت في الشهر الماضي.

وفق “رويترز”، تصاعدت مشاعر الغضب بعد إعلان لجنة الانتخابات فوز الحزب في انتخابات 9 أكتوبر، مما مكنه من تمديد حكمه الذي استمر 49 عامًا.

وأفادت منظمات حقوق الإنسان بمقتل ما لا يقل عن 18 شخصًا جراء القمع الأمني للمحتجين منذ ذلك الحين.

كانت الانتخابات محل جدل كبير، حيث دعم العديد من الشباب مرشحًا مستقلًا هو فينانسيو موندلان، الذي اتهم اللجنة بتزوير الانتخابات ودعا إلى أسبوع من الاحتجاجات، كان الخميس ذروتها.

كما أشار المجتمع المدني والمراقبون الغربيون إلى أن الانتخابات كانت غير عادلة وأن النتائج قد تم تعديلها. ولم ترد المتحدثة باسم الحزب على طلبات التعليق.

اتهم الحزب سابقًا بالتزوير في انتخابات سابقة، لكنه نفى هذه الاتهامات، مما أدى إلى احتجاجات أصغر في العام الماضي.

انتشرت قوات الشرطة بشكل مكثف يوم الخميس، حيث أغلق محتجون من شباب أغلبهم الشوارع باستخدام إطارات مشتعلة ورفعوا لافتات من صنع اليد دعماً لموندلان. شاهد أحد شهود وكالة “رويترز” شرطيًا يطلق النار على حشد من المتظاهرين في إحدى ضواحي مابوتو.

وقال أدريانو نوفونغا، مدير مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في موزمبيق: “لم يحدث شيء كهذا في البلاد من قبل. مهما كانت النتيجة… فقد حصل الشباب على صوتهم”.

ومن جهته، لم يُدلي الرئيس فيليب نيوسي بأي تصريحات منذ تصاعد الاحتجاجات، فيما هدد وزير الدفاع بنقل الجيش إلى الشوارع محذرًا من محاولات الاستيلاء على السلطة.

لم تُصدق بعد نتائج الانتخابات من قبل المجلس الدستوري للموزمبيق، وهو إجراء عادةً ما يستغرق حوالي شهرين. وأمر المجلس يوم الثلاثاء اللجنة الانتخابية بتوضيح الأسباب التي أدت إلى وجود تباين في عدد الأصوات المُعتمدة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية والإقليمية.

ولم ترد المتحدثة باسم اللجنة الانتخابية فورًا على طلبات التعليق.

وقال لوو نيل، المحلل السياسي في أكسفورد إكونوميكس أفريقيا: “النتيجة تعتمد على ما يقرره المجلس الدستوري، ولكن الغضب واضح ولا أعتقد أن هناك ما يمكن قوله لتهدئة الأوضاع”.

أغلقت جنوب أفريقيا معبرها الحدودي الرئيسي مع موزمبيق لأسباب أمنية، ونصحت وزارة خارجيتها مواطنيها بعدم السفر إلا للضرورة إلى موزمبيق. من جهة أخرى، أعلنت شركة “Grindrod” الجنوب أفريقية تعليق عملياتها في موانئ موزمبيق يوم الخميس.