التخطي إلى المحتوى

نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز

الوئام – خاص

تتزايد المأساة السودانية يوما بعد يوم، مع اشتداد المعارك واتساع رقعة الحرب وتعرض المدنيين للقتل، ومعاناة الملايين من المجاعة التي تضرب كل أنحاء البلاد.

واتهم تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” الأحد، قوات الدعم السريع بارتكاب “أعمال قتل واحتجاز واغتصاب” خلال هجماتها في أنحاء ولاية الجزيرة بالسودان.

وقال التقرير إن القوات “قتلت وجرحت واحتجزت تعسفا أعدادا كبيرة من المدنيين، واغتصبت النساء والفتيات”، داعية المنظمة إلى نشر بعثة أممية لحماية المدنيين، بسبب “حجم وخطورة التهديد” الذي يواجهونه.

وفي السياق، تقول الدكتورة نجلاء مرعي، الخبيرة في الشؤون الأفريقية، إن تداعيات التصعيد الميداني الأخير في السودان وتغير استراتيجيات أطراف الصراع والتقاطعات والتدخلات الدولية، أسهمت في تعقيد جهود وقف الحرب في السودان، كما يوجد تحول في ديناميكية الحرب أدى إلى تغيير جذري واتساع الحرب، وأصبحت تشمل 70% من مساحة السودان، ما أدى إلى انغلاق أفق الحل السياسي.

وتشير نجلاء مرعي، في حديث خاص لـ”الوئام”، إلى وجود مخاوف من سيناريو الفوضى في السودان، ولا أستبعد أن تتسبب العمليات العسكرية الحالية وحالة الاستقطاب بين الطرفين، في تحويل النزاع لصراع أهلي وقبلي، ما سيؤدي إلى تداعيات محلية وإقليمية كارثية.

الخبيرة في الشؤون الأفريقية تحذر من وجود عملية حشد قبلي كبير في السودان لكلا الطرفين خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي يقودنا لحرب أهلية شاملة، وبالتالي تتراجَع فرص الحل السياسي والجهود السلمية.

وتؤكد مرعي أن المشكلة الأخطر في السودان أن المعارك التي تجري الآن تدور في مناطق التماس الحدودية، وهناك تخوف من انتشار عدوى الفوضى لدول الجوار، وما يزيد المخاوف تزايد مخاطر الجماعات المتشددة العابرة للحدود.

وتتابع: “مع الأسف، فشلت حتى الآن 10 مبادرات إقليمية ودولية لوقف الحرب في السودان، وأنا أعتقد مع قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإنه سيعمل مع الأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة في الأزمة السودانية، ولن يترك الأمر على حاله”.

وتشير الخبيرة السياسية إلى أن المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو، شدد على استحالة الحل العسكري للطرفين، رغم تمسك طرفَي الصراع في السودان بالحل العسكري، متجاهلين الوضع الإنساني الحرج والمجاعة.

وتختتم: “الحرب في السودان استنزفت موارد الدولة بالكامل، وتسببت في نزوح 14 مليون سوداني داخل وخارج البلاد، والأكثر من ذلك أن نصف سكان البلاد يعانون المجاعة”.