التخطي إلى المحتوى

نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز

الوئام- خاص

تعد منطقة الساحل الأفريقي واحدة من أكثر المناطق المضطربة في العالم، إذ تتداخل التهديدات الإرهابية مع الأزمات السياسية والعرقية، وتشكل الصراعات بين تنظيم القاعدة، ممثلا في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وجماعة بوكو حرام، وبين تنظيم داعش، صورة مركبة من العنف والفوضى التي تؤثر في استقرار دول الساحل، مثل تشاد، النيجر، ومالي.

وفي السياق، يقول حسام الحداد، الباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي، إن الحكومات في هذه المنطقة تواجه تحديات هائلة في الحفاظ على الشرعية والاستقرار، خصوصا مع انتشار الهجمات التي تصل إلى عواصم مثل نيامي.

ويضيف حسام الحداد، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن هذه الهجمات تسهم في إضعاف الروح المعنوية للقوات الأمنية، وتزيد من صعوبة بناء دولة قادرة على تأمين حدودها ومواطنيها.

ويذكر الباحث السياسي أن هذه الهجمات المتكررة أسفرت عن نزوح مئات الآلاف من السكان، وتفاقم الأوضاع الإنسانية مع انتشار الفقر ونقص الخدمات الأساسية، كما أن العنف يعرقل جهود التنمية ويزيد من تهميش المجتمعات الفقيرة، ما يخلق بيئة خصبة لتجنيد الشباب من قبل الجماعات المتطرفة.

ويشير الحداد إلى أنه من المرجح أن يستمر التنافس بين القاعدة وداعش، ما قد يؤدي إلى مزيدٍ من العنف وعدم الاستقرار في المنطقة، وتظهر البيانات أن كلا من الجماعتين يتبنى استراتيجيات هجومية متزايدة لتعزيز نفوذه، ما يعقد الجهود المبذولة لتحقيق السلام.

ويختتم حديثه بالقول: “تظل منطقة الساحل الأفريقي مسرحا للصراع بين القوى الإرهابية التي تسعى للسيطرة والنفوذ، ويعزز تداخل الأزمات السياسية والعسكرية من تعقيد الوضع، مما يتطلب استراتيجية شاملة تدمج الحلول الأمنية مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية”.