سيارات مغلفة بالبلاستيك وآلاف يتركون منازلهم.. ماذا يحدث في إسبانيا؟

أجلت السلطات الإسبانية آلاف الأشخاص من منازلهم في منطقة كوستا ديل سول جنوبي البلاد، استعدادًا لعواصف جديدة تهدد بجلب المزيد من الفيضانات، وفق ما نقله موقع “سكاي نيوز” البريطاني.

جاء ذلك بعد أسبوعين فقط من أسوأ فيضانات شهدتها البلاد في تاريخها الحديث، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 220 شخصًا، وتدمير المنازل والمباني وتحويل الشوارع إلى أنهار من الطين.

وللتحضير للفيضانات المتوقعة، غطى السكان سياراتهم بالبلاستيك وربطوها بأعمدة الإنارة. وأصدرت السلطات إنذارًا باللون الأحمر في كوستا ديل سول، فيما شملت التحذيرات مناطق حول ملقة وغرناطة، حيث يتوقع هطول ما يصل إلى 180 ملم من الأمطار خلال 12 ساعة.

كما حُذرت مناطق تاراغونا وبرشلونة ومورسيا من رياح قد تصل سرعتها إلى 119 كم/ساعة وأمواج عالية. وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية (AEMET) إنذارًا أحمر لبعض أجزاء كتالونيا، وخاصة المناطق الساحلية في تاراغونا، التي تواجه خطر أمطار غزيرة جدًا.

وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر شوارع ملقة تغمرها المياه، ودعت السلطات السكان للبقاء في منازلهم. وأغلقت الشرطة الطرق، وأُوقفت خطوط الحافلات عبر المدينة وبعض القطارات السريعة، كما غمرت المياه أجزاء من مطار ملقة.

وفي مستشفى كلينيكو، ظهر الموظفون وهم يخوضون في المياه بعد أن غمرت منطقة المختبرات. وتم إخلاء المنازل القريبة من نهر كامبانيلاس بعدما ارتفع منسوب المياه، في حين أُخليت 3,000 منزل احترازيًا قرب نهر غوادالهورسي.

وفي ماربيا، شوهد إعصار مائي يتحرك لعدة دقائق في البحر قرب الساحل. وتم تأجيل افتتاحية بطولة كأس بيلي جين كينغ للتنس بين إسبانيا وبولندا بسبب العواصف.

وفي مناطق فالنسيا التي تعرضت للفيضانات سابقًا، أُصدر تحذير جوي أقل حدة، مما دفع بعض المدارس للإغلاق حتى يوم الجمعة. ولا يزال آلاف العمال يزيلون الطين والحطام من الطرق وينظفون المجاري بعد الفيضانات المميتة الأخيرة. كانت هناك مخاوف من أن المجاري المليئة بالطين قد لا تتحمل الأمطار الجديدة حتى وإن كانت أقل غزارة.

وأكدت السلطات العثور على جثتي شقيقين صغيرين فُقدا خلال الفيضانات التي اجتاحت منزلهما في أكتوبر. وعُثر على روبن وإيزان ماتياس، البالغين من العمر 3 و5 سنوات، في مواقع منفصلة قرب كاتاروخا، على بعد حوالي 6 أميال من منزلهما في تورينت، وفقًا للحرس المدني.