نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز
انسحبت الأرجنتين بشكل مفاجئ من محادثات المناخ العالمية في قمة COP29 المنعقدة في باكو، أذربيجان، ما أثار القلق بشأن مستقبل الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ، خاصة بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية إلى فوز دونالد ترمب، المعروف بنهجه المشكك في أزمة المناخ.
وقد أمرت حكومة الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي يتبنى توجهات يمينية متطرفة، المفاوضين الأرجنتينيين بالعودة إلى بلادهم، بعد ثلاثة أيام فقط من بدء القمة التي تمتد لمدة أسبوعين.
ولم يُذكر سبب الانسحاب، ولكن هناك تقارير تشير إلى أن ميلي، الذي سبق أن وصف أزمة المناخ بأنها “كذبة اشتراكية”، قد تحدث مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب في اليوم الذي سبق الانسحاب. وأفاد المتحدث باسم ميلي، مانويل أدورني، عبر منصة “إكس” أن ترمب قال له: “أنت رئيسي المفضل”، وفق ما نقله موقع “سكاي نيوز” البريطاني.
يعني هذا الانسحاب أن الأرجنتين، ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية، فقدت فرصتها للتأثير على المحادثات في باكو، لا سيما فيما يتعلق بإنشاء صندوق جديد لمساعدة الدول الفقيرة والنامية في مواجهة التغير المناخي.
كما يثير هذا التحرك مخاوف جديدة بشأن مستقبل اتفاق باريس للمناخ، خاصة في ظل توقعات بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مجددًا تحت إدارة ترمب.
ومع ذلك، لم تُظهر أي دولة أخرى نية للانسحاب، حيث صرح أحد المفاوضين، قائلًا: “لم أسمع أحدًا آخر يتحدث عن ذلك في هذه العملية، ولا أعتقد أن الأمر سيؤدي إلى رد فعل متسلسل”. وأكد مسؤولون آخرون بالقرب من المحادثات أنه لم يتم تداول أي أخبار عن دول أخرى تفكر في الانسحاب.
وعلى الرغم من هذه المخاوف، فإن المفاوضين في قمة COP29 يظلون متفائلين بحذر، حيث أكد المبعوث الأمريكي للمناخ أن المعركة ضد تغير المناخ “أكبر من مجرد انتخابات واحدة”، وأن الفريق الأمريكي في المحادثات ظل “بناءً”.
ومع ذلك، يتوقع العديد من المشاركين أن تظل الولايات المتحدة غائبة عن القمم المستقبلية.
وفي وقت لاحق، دخلت القمة في أزمة دبلوماسية أخرى عندما ألغت وزيرة المناخ الفرنسية، أغنيس بانييه-روناشير، رحلتها بسبب خلافات دبلوماسية بين أذربيجان وفرنسا على خلفية اتهامات بشأن الأراضي الفرنسية في البحر الكاريبي.
ورغم هذه التوترات، شدد مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي، ووبكي هوكسترا، على أن قمة COP يجب أن تظل منصة للتفاوض حول العمل المناخي بين جميع الدول، بغض النظر عن الخلافات الثنائية.
ورغم هذه التحديات، شهدت باكو بعض الإيجابية حيث كشف عن خطة جديدة للعمل المناخي من المملكة المتحدة، وتمكنت البنوك التنموية من تأمين مزيد من الأموال للصندوق المناخي الجديد.