واشنطن ترفض “مات جيتز”.. لماذا؟

أحدث قرار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، بترشيح عضو الكونجرس الجمهوري اليميني المتطرف مات جيتز وزيرًا للعدل، موجة من الصدمة في واشنطن، حتى داخل حزب الرئيس المنتخب.

وأعلن ترمب يوم الأربعاء عن اختيار جيتز ليكون كبير مسؤولي إنفاذ القانون في وزارة العدل، وهو منصب يحدد المواقف القانونية للحكومة في قضايا حاسمة، مثل الإجهاض، والحقوق المدنية، وقضايا التعديل الأول من الدستور.

وأعرب الجمهوريون عن دهشتهم من هذا الترشيح، مشيرين إلى أن هذه الخطوة لم تكن ضمن توقعاتهم.

وقالت السيناتور الجمهورية ليزا موركوفسكي من ألاسكا لشبكة NBC: “لا أعتقد أن هذا ترشيح جدي لمنصب. نحن بحاجة، وأنا أتطلع إلى فرصة النظر في مرشح يكون جديًا. هذا الترشيح لم يكن ضمن توقعاتي”.

جيتز اليميني المتطرف، كان مصدر إزعاج لزميله الجمهوري ورئيس مجلس النواب السابق كيفن مكارثي، وقاد في النهاية حملة ناجحة للإطاحة بمكارثي من منصبه.

وخضع جيتز لتحقيق وزارة العدل في قضية تتعلق بالإتجار بالجنس، رغم أن الوزارة قررت في النهاية عدم توجيه اتهامات.

كما كان قيد التحقيق من قبل لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب بسبب مزاعم تتعلق بسوء سلوك جنسي، واستخدام غير مشروع للمخدرات، وانتهاكات أخلاقية أخرى مزعومة، ونفى جيتز بشدة ارتكاب أي مخالفات.

وسط استياء حتى داخل حزبه، من غير الواضح ما إذا كان جيتز سيتمكن من الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

قال عضو الكونجرس الجمهوري ماكس ميلر من أوهايو لموقع أكسيوس: “فرص جيتز في تناول العشاء مع الملكة إليزابيث الثانية أفضل من فرص الحصول على موافقة مجلس الشيوخ”، مضيفًا لموقع بوليتيكو أن جيتز “خيار متهور” وله “فرصة صفر بالمئة”.

ويرى جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، أن جيتز “قد يكون أسوأ ترشيح لمنصب في مجلس الوزراء في تاريخ أمريكا”.

وأضاف بولتون في مقابلة مع NBC News: “جيتز ليس فقط غير كفء لهذا المنصب، بل يفتقر أيضًا إلى النزاهة. إنه شخص مشكوك في أخلاقه”.

وقال عضو جمهوري في مجلس النواب، لم يُذكر اسمه، لموقع أكسيوس: “كنا نريد طرده من المجلس.. وترشحه غير متوقع”. وعبر آخر عن “ذهوله” من الترشيح.

الديمقراطيون يرفضون أيضا

وعلى الجانب الديمقراطي، شعروا أيضًا بالذهول من الإعلان، حيث قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس في بيان إن “ترمب وجيتز سيستغلان وزارة العدل لحماية أنفسهم وحلفائهم”.

ورأى عضو الكونجرس الديمقراطي رو خانا من كاليفورنيا أن الناخبين لم يصوتون من أجل هذه التعيينات عند انتخابهم ترمب.

وقال خانا لـ CBS News: “صوّت الناس لترمب من أجل تخفيض الأسعار وتأمين الحدود، ولا أعتقد أنهم كانوا يتوقعون هذه التعيينات”.

وأوضحت كيت ميدر، الاستراتيجية السياسية من كاليفورنيا، أن الإعلان لا يجب أن يكون مفاجئًا، لكنها تساءلت عما إذا كان ترمب يعتقد فعلاً أن جيتز سيتمكن من الحصول على موافقة الشيوخ.

وقالت ميدر لصحيفة الغارديان: “ليس من المفاجئ أن ترمب يكافئ الموالين له سياسيًا. لكن صدمة لكثيرين أن يفكر في مات جيتز كمدعٍ عام. لكن هل هذا خيار جدي؟ لا أعتقد ذلك”.