التخطي إلى المحتوى

نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز

الدكتور محمد عبدالله – أخصائي التربية السلوكية والنفسية وثقافة الأطفال

من المقولات الجميلة التي تعبر عن مدى حاجة الأطفال مهما كانوا صغارا، أن الطفل لا يفرق بين الحليب والحنان، لأنه دون الطعام سوف يشعر الطفل بالجوع، فيبكي لكي يلفت انتباه أمه بأنه جائع وبحاجة إلى الطعام.

وكذلك الطفل وأي إنسان دون حب، تجده دوما يتوق إلى الشعور بالحب والحنان، لذلك التربية تختلف عن الرعاية، فالأولى أن نهتم بتعليم الطفل منذ نعومة أظفاره الصواب والخطأ، وما يقبله المجتمع وما يرفضه، وعلينا الجلوس مع الطفل والقرب منه، والاستماع إليه، والوقوف على المشكلات التي تؤرقه ومساعدته على حلها.

أما الرعاية، فهي تعني توفير الطعام والشراب والملبس، وغيرها من الأشياء الضرورية للإنسان، غير أنه وفي هذا الزمان، ومع انشغال الكثير من الآباء حتى الأمهات العاملات، صارت التربية بالنسبة إليهم مجرد رعاية، إذ يخرجون في الصباح الباكر، ويلحقون طفلهم الصغير بالروضة، حتى عودتهم في المساء!.

ليست هذه هي التربية المقصودة يا سادة، فالتربية تعني القرب ومجالسة الأبناء وتعليمهم الصواب والخطأ، وإلا فالبديل أن تقوم وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل  وأصدقاء السوء والشارع بهذا الدور، ونكون بذلك قد دمرنا طفلنا منذ البداية.

هذه المقولة، تؤكد على معنى مهم يغيب عن كثير من الآباء والأمهات، فالأب ليس “آلة” تجمع النقود وحسب، أيها الأب أنت مسؤول، وكل مسؤول محاسب، سوف تسأل عن أبنائك الذين أنجبتهم وتركتهم هكذا دون تربية، فكانت النتيجة سوء الأخلاق وانحطاط القيم، كما نرى ونسمع اليوم.