نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز
الدكتورة أسماء محمد سعد – استشارية الصحة النفسية والتربية الخاصة والاستشارات الأسرية
الثراء المادي قد يؤثر بشكل كبير في التربية، سواءً بشكل إيجابي أو سلبي، حسب طريقة استخدامه وإدارته، وله تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية.
كما أن الثروة المادية ليست أمرا جيدا أو سيئا في حد ذاته، بل يعتمد تأثيرها في أسلوب التربية والقيم التي يزرعها الأهل في أطفالهم.
ويمكن للثروة أن تتيح فرصة اختيار مدارس متميزة وبرامج تعليمية متطورة ودروس إضافية لتنمية مهارات الطفل، مما يوفر بيئة تعليمية متقدمة.
وبالنظر إلى السفر والاطلاع على ثقافات مختلفة، نجد أن الثروة قد تعزز وعي الطفل بالعالم وتثري شخصيته؛ فتتنوع التجارب الحياتية، كما أن الثروة قد تقلل من الضغوط المالية على الأسرة، مما يخلق بيئة هادئة ومستقرة نفسيا للأطفال، وهو ما يحقق الاستقرار العائلي والتعليمي أحيانا.
وأيضا تتيح الثروة إمكانية توفير الأدوات اللازمة لدعم مواهب الأطفال؛ مثل الآلات الموسيقية والأنشطة الرياضية أو ورش العمل الإبداعية التي تؤدي إلى تطوير المواهب ودعم الهوايات.
أما عن الجوانب السلبية، فقد يؤدي توافر المال بكثرة إلى تربية الطفل على الاعتماد الكامل على الآخرين دون تحمل المسؤولية، وعندما يحصل الطفل على كل شيء بسهولة، قد يفقد تقدير قيمة العمل والاجتهاد وفقدان قيمة الجهد أيضا.
وإذا اعتُمِد على المال لتعويض غياب التواصل العاطفي، فقد يشعر الطفل بالعزلة عن الأسرة ويتملكه الشعور بالوحدة.
قد يصبح الطفل مهووسا بالمظاهر أو بالمنافسة بين أقرانه على أساس الثروة، بدلا من الاهتمام بالقيم الحقيقية، لذا قد تصبح الثروة وسيلة أمام الطفل للانغماس في المقارنات الاجتماعية مع الغير من أقرانه.
كيف يتم التوازن؟
– تعليم الطفل قيمة المال؛ فالمال وسيلة وليس غاية، وكيفية إدارة المال بحكمة.
– تعزيز المسؤولية وتشجيع الطفل على تحقيق أهدافه بجهده الشخصي، بدلا من الاعتماد الكامل على موارد الأسرة.
– إظهار الحب بعيدا عن المادة وبناء علاقة عاطفية قوية مع الطفل، ليشعر بالاهتمام والدعم الحقيقي.