التخطي إلى المحتوى

نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز

الوئام- خاص

أثار مقترح مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل بسبب حربها في قطاع غزة، حالة من الجدل في الأوساط الأوروبية والعالمية، إذ عارضته ألمانيا والمجر والتشيك وإيطاليا بشدة.

التأثير الأوروبي

وفي السياق، يقول الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، إنه مع وصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب، للبيت الأبيض، بدأت تطفو على السطح العديد من المؤشرات حول مستقبل أوروبا ودورها في التأثير على الملفات العالمية الساخنة، وكيف ستتعامل القارة العجوز مع الاستراتيجية الجديدة لترمب.

ويضيف سهيل دياب، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن الاتحاد الأوروبي يموج بين مؤشرات استعادة الدور وأخذ أدوار مستقلة وبعيدة عن أمريكا في القضايا الأوروبية والدولية، وما بين ذهابه إلى الغروب والأفول، ومن الممكن أيضا التفكك من جديد.

مخاض أوروبي

أستاذ العلوم السياسية يوضح أن تصريح جوزيب بوريل، باتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل نتيجة سياستها في حرب الإبادة بقطاع غزة وفرض التجويع القسري على الفلسطينيين، وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية وتفكيك دور “الأونروا”، أكبر دلالة على هذا المخاض في الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن أهم ما قاله بوريل: “التجارب أثبتت أن الاتحاد الأوروبي لا يؤثر في الملفات العالمية، وبدأ يفقد دوره العالمي”.

ويرى دياب أن “أوروبا ذاهبة إلى فترة مخاض مصيرية، متأرجحة بين الاستقلالية والأفول”.

استباق عودة ترمب

ويتابع الخبير السياسي: “من ناحية ثانية، شهدنا الاتصال الهاتفي المفاجئ بين المستشار الألماني أولاف شولتس، والغريم الروسي بوتين، وهو الاتصال الأول من نوعه منذ حرب أوكرانيا، ويدل على خطوة استباقية لشولتس، قبيل دخول ترمب للبيت الأبيض والبدء بعقد صفقة مع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لأن الخاسر الأكبر من الحرب هو أوروبا، سياسيا وعسكريا واقتصاديا”.

بريطانيا تتماهى مع أمريكا

وينهي دياب حديثه منوها بأن بريطانيا ذهبت بعيدا للتماهي مع الولايات المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وبدأت الآن التمايزات والاختلافات العميقة بين دول الاتحاد الأوروبي حول مستقبل الاتحاد، فهناك من يريد التصعيد ضد روسيا ودورها العسكري والاقتصادي بأوروبا بعد حرب أوكرانيا، وهناك من يرى بضرورة التقارب مع روسيا والحفاظ على التعامل الاقتصادي العالمي، تعويضا عن الضرر الكبير الذي سينتج عن إدارة ترمب ظهره لأوروبا، ونيته المعلنة تفكيك حلف شمال الأطلسي.