نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز
الوئام- خاص
بعد ألف يوم من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية يتطور الصراع الذي يمكن أن يتحول إلى حرب عالمية ثالثة تعصف بالعالم، كما تُهدد روسيا بالأسلحة النووية بعد سماح الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكييف باستخدام صواريخ “أتاكمز” الأمريكية لضرب العمق الروسي.
في 24 فبراير 2022، شنت روسيا غزوها الكامل لأوكرانيا، وبعد التقدم السريع الأولي للجيش، تمكنت القوات الأوكرانية من صد المهاجمين، خاصة في مناطق الحدود الشمالية.
وفي الجنوب، تمكن الجيش الروسي من عبور نهر دنيبرو، أكبر نهر في البلاد، ووصل إلى مشارف العاصمة كييف، وتحتل روسيا الآن نحو خُمس مساحة أوكرانيا وتطالب بالسيادة عليها.
وبحلول صيف عام 2024، تمكنت القوات من شن توغل في الأراضي الروسية في منطقة كورسك، وتلقى الجيش الأوكراني الدعم من الجماعات شبه العسكرية.
سيطرة روسية
ومع ذلك، تظل أجزاء كبيرة من شرق أوكرانيا، خاصة في مناطق لوجانسك ودونيتسك وزابوريزهيا وخيرسون، تحت سيطرة روسيا، وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا واحتلتها في مارس 2024.
وفي السياق، يقول الدكتور إحسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موري ستايت، إن الحرب الروسية الأوكرانية استنزفت الكثير من أموال الضرائب الأمريكية، مضيفا أن المواطن الأمريكي غير راضٍ عن دعم واشنطن لكييف.
ويوضح إحسان الخطيب، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنه حان الوقت لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، وترمب سيعمل بالفعل على ذلك، لكن القرار الصادر من الرئيس بايدن يبدو أنه يُريد تعقيد الأمور على الرئيس الجمهوري قبل وصوله للبيت الأبيض.
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية أن الحديث عن حرب عالمية ثالثة والحديث عن صراع نووي، غير واقعي، لأن العالم وروسيا لن يتحملا حربا كبيرة، كما أن موسكو ستنتظر وصول ترمب لعقد صفقة معه وإنهاء الحرب.
وينهي الخطيب حديثه ذاكرا أن الخاسر الأكبر من الحرب الروسية الأوكرانية هو أوروبا التي يجب أن تدفع في اتجاه وقف الصراع، لأن قدوم ترمب سيضع الأوروبيين في مأزق، ويجب أن يأمنوا على أنفسهم مع روسيا.
الخسائر
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، أنه حتى 31 أغسطس 2024، قُتل 11 ألفا و743 مدنيا، وأُصيب 24 ألفا و614 آخرين في أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في فبراير 2024، إن 31 ألف جندي أوكراني قُتلوا، ولم يقدم أي أرقام عن عدد الجرحى أو المفقودين.
وذكرت وكالات الاستخبارات العسكرية في أوكرانيا والعديد من دول حلف شمال الأطلسي تقديراتها الخاصة للخسائر الروسية، وتزعم جميعها أن روسيا خسرت ما بين 600 ألف و700 ألف جندي بين قتيل وجريح حتى أكتوبر 2024.
الدعم الغربي لأوكرانيا
لم يكتفِ الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بدعم أوكرانيا من خلال فرض عقوبات على روسيا، فقد تلقت الحكومة الأوكرانية مساعدات مالية وإنسانية.
والولايات المتحدة هي المساهم الأكبر على الإطلاق، ففي الفترة من 24 فبراير 2022 إلى أغسطس 2024، قدمت ما يقرب من 85 مليار يورو، وفقا لمعهد كيل للاقتصاد العالمي في شمال ألمانيا.
في السياق، يقول المحلل السياسي الدكتور ديمتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن أوروبا تدعم بقوة كييف في حربها، إذ وصل الدعم الذي قدمه “الناتو” ودوله الأعضاء إلى ما يزيد قليلا على 100 مليار يورو.
وفيما يخص الدعم الفرنسي الذي وصفه بالسخي؛ يُضيف ديمتري بريجع، في حديث خاص لـ”الوئام”؛ أن العلاقات بين فرنسا وروسيا تمر بحالة من التوتر، تعود أساسا إلى السياسة الخارجية الفرنسية، بالإضافة إلى التنافس بين البلدين في بعض الدول الأفريقية، وهذه المعطيات تزيد من تعقيد المشهد، وتصب الزيت على نار الخلافات الدولية.
“وضع العصا في العجل”
وفي السياق، يقول أحمد دهشان، الباحث في معهد الدراسات العربية الأوراسية، إن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالسماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي، متوقع، وفقا لمسار الأحداث في الداخل الأمريكي، موضحا أن هناك عزما من الإدارة الديمقراطية بضرورة دعم كييف والتوصل لاتفاق مع موسكو.
ويضيف أحمد دهشان، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنه لا بد من التوصل لاتفاق في نهاية الحرب، لكن وفقا لشروط ملائمة ومناسبة للولايات المتحدة الأمريكية تؤدي إلى إضعاف روسيا وحصارها من خلال حلف الناتو، ووضع أوكرانيا في مركز متقدم من خلال حصار ودفاع عن الغرب تجاه روسيا.
ويذكر الباحث في معهد الدراسات العربية الأوراسية أنه مع مجيء ترمب للحكم، فإن قرار بايدن يهدف إلى “وضع العصا في العجل”، وإيقاف أي رغبة لترمب في وقف الحرب لصالح روسيا، موضحا أن القرار أتى في إطار التنافس الانتخابي بين الديمقراطيين والجمهوريين، ومرتبط برغبة المؤسسة الحاكمة الأمريكية في ضبط تحركات ترمب تجاه موسكو.
ويعتقد دهشان أن روسيا لن تستخدم السلاح النووي في هذه المرحلة، ولن تنجر للاستفزاز إلا لو تعرضت لضربات قوية ومؤثرة، مؤكدا أن موسكو تُدرك جيدا خطة بايدن والديمقراطيين والدولة الحاكمة في أمريكا التي تُريد إفساد مسار التفاوض الروسي مع ترمب الذي يبدو أقوى وأكثر موثوقية ومعه أغلبية المؤسسات الأمريكية.
وعن تطوير العقيدة النووية الروسية، يؤكد الباحث في معهد الدراسات العربية الأوراسية أن هذا إجراء طبيعي من الرئيس بوتين، لكي يعطي انطباعا للغرب بأنه جاد، لأن تحذيراته السابقة لم تؤخذ على محمل الجد، كما أن هناك ضغوطا داخلية على الرئيس الروسي من مجتمع الخبراء الروس بضرورة اتخاذ هذه الخطوة.
احتمالية تزايد الصراع
ومع دخول الحرب يومها الألف وقرب مغادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن، منصبه في البيت الأبيض، سمح للأوكرانيين باستخدام صواريخ “أتاكمز” الأمريكية لقصف العمق الروسي.
وتوالت ردود الفعل الروسية الغاضبة، ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء، في اليوم الألف من هجومه على أوكرانيا، على المرسوم الذي يوسع احتمالات استخدام الأسلحة النووية، بعد أن سمحت الولايات المتحدة لكييف بضرب الأراضي الروسية بصواريخها بعيدة المدى.
وأظهرت وثيقة نُشرت على الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، أن الرئيس بوتين وافق، الثلاثاء، على تحديث للعقيدة النووية.