المياه العذبة على الأرض تنخفض بشكل خطير

حذّرت دراسة حديثة من انخفاض كبير في إجمالي المياه العذبة على كوكب الأرض، مشيرةً إلى أن التغير المناخي قد يدفع العالم نحو مرحلة خطرة من الجفاف العالمي.

وكشفت الدراسة أن الكوكب فقد منذ عام 2015 ما يعادل 290 ميلًا مكعبًا (1,200 كيلومتر مكعب) من المياه العذبة، وهو ما يعادل تفريغ بحيرة إيري مرتين ونصف.

ورُصد هذا الانخفاض بالتزامن مع ظاهرة إل نينو التي وقعت بين عامي 2014 و2016. وعلى الرغم من التوقعات بعودة مستويات المياه إلى طبيعتها بعد انتهاء الظاهرة، إلا أن قياسات الأقمار الصناعية حتى عام 2023 أظهرت أن المياه لم تتعافَ بعد، وربما لن تعود إلى مستوياتها السابقة.

وقال ماثيو روديل، المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم المياه في مركز غودارد للطيران الفضائي التابع لوكالة ناسا: “لا نعتقد أن هذا مجرد مصادفة، وقد يكون نذيرًا لما هو قادم”.

النتائج وتأثير التغير المناخي

نُشرت الدراسة في 4 نوفمبر في مجلة Surveys in Geophysics، وأوضحت أن ارتفاع درجات الحرارة بسبب التغير المناخي يؤدي إلى تبخر المياه بشكل أسرع وزيادة قدرة الغلاف الجوي على احتجازها. ونتيجة لذلك، تصبح الأمطار أكثر غزارة ولكنها تحدث في عواصف عنيفة وسريعة، ما يؤدي إلى جريان المياه بدلاً من تسربها إلى الأرض الجافة والمتماسكة.

وأشارت الدراسة إلى أن سوء إدارة الموارد المائية إلى جانب الاستغلال المكثف للأراضي يُعرّض ما يقرب من 3 مليارات شخص وأكثر من نصف الإنتاج الغذائي العالمي لضغوط غير مسبوقة على أنظمة المياه.

الأقمار الصناعية تكشف الحقيقة

اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات من أقمار صناعية تقيس التغيرات الطفيفة في مجال الجاذبية الأرضية الناتجة عن كتلة المياه. ومن خلال قياس هذه التغيرات بين عامي 2015 و2023، وجد العلماء أن المياه العذبة المفقودة خلال ظاهرة إل نينو لم تعد، كما وقعت 13 من أشد حالات الجفاف المسجلة منذ يناير 2015.

مستقبل مقلق

الأقمار الصناعية المستخدمة في الدراسة ستستمر في العمل لست سنوات أخرى فقط، ما يجعل مستقبل المياه العذبة غير واضح. ويرى الباحثون أن المياه العذبة قد تظل عند مستوياتها الحالية أو تنخفض أكثر، معربين عن قلقهم بشأن استمرار هذه الأنماط.

وكتب الباحثون في الدراسة: “هناك جدل كبير وقلة توافق حول كيفية تطور أنماط الرطوبة والجفاف في عالم يشهد ارتفاعًا مستمرًا في درجات الحرارة. لذلك، من الصعب تقييم ما إذا كانت الأنماط الحالية تتماشى مع التوقعات أو إذا كانت ستستمر”.