التخطي إلى المحتوى

نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز

في إطار التحولات الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، أصبح المحتوى المحلي أحد الركائز الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني. وهو التوجه الذي يتماشى مع رؤية المملكة 2030، وتهدف إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد وتنويع مصادر الدخل عبر الاستفادة من الكفاءات والموارد المحلية.

في هذا السياق، يقول الدكتور رياض بن ناصر الفريجي، الخبير في الاقتصاد الوطني، إن “المحتوى المحلي ليس مجرد مبادرة اقتصادية، بل هو أداة استراتيجية تعزز السيادة الوطنية وتقوي النسيج الاقتصادي. يتيح ذلك دعم الصناعات المحلية ويعزز الاستثمارات في قطاعات ذات قيمة مضافة، مثل التكنولوجيا والابتكار والصناعات الإبداعية، مما يساهم في جعل المملكة مركزًا إقليميًا للتطوير والإنتاج”.

الفريجي أجرى دراسة على 50 شركة إنتاج سعودية، حيث اكتشف أن هذه الشركات الـ 50 تمثل دليلًا علميًا قويًا على القدرة التنافسية العالية التي يمتلكها القطاع المحلي في مجالات الإنتاج الإعلامي. وقد بيّنت الدراسة أهمية الاستفادة من استراتيجيات التوسع والإبداع لزيادة قدرة هذه الشركات على المنافسة، محليًا ودوليًا، ما يسهم في تعزيز المحتوى المحلي بشكل أكبر.

في تصريحاته لـ”الوئام”، يؤكد الفريجي أن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في ترسيخ مفهوم المحتوى المحلي، حيث يعمل ليس فقط كأداة ترويجية، بل أيضًا كمنصة توعية وتعليمية تسلط الضوء على قصص النجاح الوطنية وتجاربها الملهمة. وهذا يعزز الانتماء الوطني ويحفّز الأفراد على استهلاك المنتجات والخدمات المحلية.

لكنه أيضًا يشدد على أهمية تبني سياسات طويلة المدى لتعزيز المحتوى المحلي من خلال التعاون بين القطاعات العامة والخاصة وغير الربحية. كما يؤكد ضرورة تطوير البنية التحتية المعرفية وتعزيز المهارات الوطنية، حيث يُعد الاستثمار في الكفاءات السعودية خطوة أساسية لتفعيل المحتوى المحلي وتحقيق النمو الاقتصادي.

ويختتم الفريجي حديثه قائلًا: “إن المحتوى المحلي هو انعكاس حقيقي لرؤية المملكة لبناء اقتصاد وطني متين ومستدام. من خلال التعاون بين مختلف القطاعات، يمكننا تحقيق تنمية شاملة تجعل من المحتوى المحلي محورًا رئيسيًا للنمو والابتكار، ليس فقط في المملكة، بل على المستوى الإقليمي والدولي”.