التخطي إلى المحتوى

نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز

الوئام- خاص

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تبنّت فرنسا موقفا داعما لأوكرانيا، سياسيا واقتصاديا، وتصاعد هذا الدعم بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، إذ دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، إلى إرسال قوات عسكرية لدعم أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية. ومؤخرا، سمحت فرنسا لأوكرانيا باستخدام صواريخها لضرب العمق الروسي، مما يهدد بتفاقم الصراع بشكل أكبر.

فرنسا وأزمة “صواريخ سكالب”

يرى كارزان حميد، الخبير في الشأن الفرنسي، أن موافقة باريس على استخدام صواريخ “سكالب” (SCALP) ضد الأهداف الروسية، تمثل إشارة واضحة لعدم وجود نية لوقف الحرب الدائرة منذ أكثر من ألف يوم.

ويعتبر كارزان حميد، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن هذه الخطوة تعكس تبعية باريس للسياسات العسكرية والسياسية الأمريكية، إذ قال: “واشنطن تستخدم الاتحاد الأوروبي ككماشة ومحرقة في صراعها مع روسيا”.

ويضيف الخبير في الشأن الفرنسي: “عندما قررت إدارة بايدن المنتهية ولايتها، السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي باستخدام صواريخ أمريكية، كان الهدف الأساسي إرباك إدارة دونالد ترمب القادمة، إلى جانب إشعال الجبهة بشكل أكبر. وهنا، لعبت الدول الأوروبية دورا خطيرا عبر صب الزيت على النار”.

أوروبا بين التدخل والحريق

حميد يشير إلى أن التدخل الأوروبي في أوكرانيا ليس بالأمر الجديد، متسائلا: “ماذا يريد الغرب والاتحاد الأوروبي من أوكرانيا؟ منذ عام 2004 وهما يتدخلان في أدق تفاصيل هذا البلد. قادة فرنسا، على ما يبدو، لا يدركون حجم التعقيدات والمخاطر التي قد تنجم عن توسيع رقعة الحرب. وفي النهاية، أوروبا ستكون أول من يحترق قبل أمريكا وبريطانيا”.

رد روسي محتمل وعواقب اقتصادية

أما عن الرد الروسي على الخطوات الفرنسية، فيشير حميد إلى أنه قد لا يكون عسكريا، بقدر ما سيكون اقتصاديا وسياسيا، مشيرا إلى أن روسيا قد تعمل على معاقبة باريس بطرق غير مباشرة، بما في ذلك تقليص نفوذها الدولي، وتكبيدها خسائر في مستعمراتها فيما وراء البحار.

ويوضح الخبير السياسي: “كلما حاولت باريس التحرر من العباءة الأمريكية وتعزيز استقلاليتها، يتم إضعافها من الحلفاء قبل الأعداء. التاريخ مليء بهذه الأمثلة، من نابليون حتى شارل ديغول الذي قضت عليه لندن وواشنطن، حين حاول بناء سياسة أوروبية مستقلة”.

الحسم بين موسكو وواشنطن

وينهي حميد حديثه مؤكدا أن “أي خطوات جدية لإنهاء الصراع لن تأتي من أوروبا أو حتى أوكرانيا، بل ستكون بين موسكو وواشنطن مباشرة، إذ سيتم تهميش جميع العواصم الغربية، بما في ذلك كييف، في أي تسوية قادمة، والقرار النهائي سيكون بين بوتين وترمب، بينما سيبقى دور العواصم الأوروبية هامشيا في هذه اللعبة الكبرى”.