التخطي إلى المحتوى

نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز

الوئام- خاص

توصلت إسرائيل وحزب الله، الأسبوع الماضي، إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار برعاية أمريكية فرنسية، لتنتهي بذلك مواجهات عسكرية عبر الحدود بينهما، دامت أكثر من عام، وحرب مفتوحة ومباشرة بين الطرفين منذ شهرين.

وعن فرص التزام إسرائيل ببنود الهدنة ومدى استمراريتها، يقول الدكتور عمرو حسين، الباحث في العلاقات الإقليمية والدولية، إن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع المتأزمة.

ويرى الدكتور عمرو حسين، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن إسرائيل اضطرت لقبول الهدنة نتيجة الضغوط العسكرية والاقتصادية التي واجهتها على مدار 14 شهرا من القتال المستمر على جبهتي غزة ولبنان، دون تحقيق حسم عسكري واضح.

نتنياهو وصفقة القبول

الباحث في العلاقات الإقليمية والدولية يضيف أن الجيش الإسرائيلي عانى استنزافا كبيرا خلال الفترة الماضية، إذ فشل في تحقيق الأهداف المعلنة أو إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم.

ويتابع عمرو حسين: “اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإبداء مرونة كبيرة لعقد هذا الاتفاق، بعدما أصبح استمرار التصعيد عبئا سياسيا وعسكريا، يصعب تحمله”.

ويؤكد الباحث السياسي أن نجاح الهدنة يعتمد بشكل كبير على التزام إسرائيل بشروطها، بما في ذلك الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية خلال 20 يوما من بَدء سريان الاتفاق، محذرا من أن أي خرق للهدنة أو استخدام للقوة مجددا من قبل إسرائيل، قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق وتصعيد جديد في المنطقة.

طموحات اليمين المتطرف

وعن الدور السياسي الداخلي في إسرائيل، يشير حسين إلى أن “اليمين المتطرف الحاكم لديه أجندة توسعية واضحة، وعلى الرغم من أن الهدنة الحالية تخدم الجيش الإسرائيلي بإعطائه فرصة لإعادة ترتيب أوراقه، فإن تصريحات بعض وزراء حكومة نتنياهو، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تشير إلى طموحات تتعدى الهدنة، إذ يرون في جنوب لبنان جزءا مما يسمى إسرائيل الكبرى المزعومة”.

 

وينوه بأن زيارات الحاخامات الإسرائيليين الأخيرة لمناطق جنوب لبنان تؤكد هذه الطموحات، مما يجعل من المحتمل أن تعيد إسرائيل تصعيد العمليات العسكرية مستقبلا، بهدف إقامة منطقة عازلة تمتد حتى نهر الليطاني.

 

ويختتم حديثه مستطردا: “اتفاق الهدنة يمنح إسرائيل وقتا لإعادة ترتيب أوضاعها في غزة وسوريا، لكن هناك احتمالية كبيرة أن تعود المواجهات مع لبنان، بمجرد انتهاء هذه المرحلة المؤقتة، وهذا ما يجعل مستقبل الهدنة هشا، خاصة في ظل التوترات الداخلية والتوجهات المتطرفة التي تقود السياسة الإسرائيلية حاليا”.