التخطي إلى المحتوى

نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز

الوئام- خاص

استضافت مدينة جنيف السويسرية، الجمعة، مباحثات جديدة بشأن الملف النووي الإيراني، بمشاركة إيران والدول الأوروبية الثلاث “فرنسا، بريطانيا، وألمانيا”.

المباحثات جاءت بعد أسبوع من تصعيد دبلوماسي، قادته هذه الدول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ وكان مجلس محافظي الوكالة قد تبنّى قرارًا يُطالب طهران بتحسين تعاونها النووي بشكل عاجل، وسط انتقادات متزايدة بشأن عدم التزامها.

وأثار هذا اللقاء تساؤلات حول ما إذا كانت المباحثات تهدف فقط إلى تجنب عقوبات جديدة على إيران، أم إنها تمهيد لاتفاق نووي جديد على غرار اتفاق 2015، خاصة في ظل انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترمب، الذي يتبنى موقفًا صارمًا تجاه الملف الإيراني.

محاولة لتجنب العقوبات

في هذا السياق، يؤكد الدكتور محمد خيري، الباحث في الفلسفة السياسية والمتخصص في الشؤون الإيرانية، أن طهران تسعى من خلال مباحثات مدينة جنيف السويسرية، إلى تخفيف الضغوط الأوروبية، خصوصًا بعد قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي ينتقد بشدة عدم تعاونها.

ويقول محمد خيري، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن المفاوضات الحالية ليست سوى محاولة من طهران لإثناء الدول الأوروبية عن دعم أي قرارات عقابية جديدة ضدها، خاصة أن العقوبات السابقة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي كانت شديدة التأثير في الاقتصاد الإيراني.

إخفاق سابق

ويُشير الباحث في الفلسفة السياسية إلى أن محاولات مماثلة جرت في وقت سابق بين إيران والدول الأوروبية، عبر آلية “إنستكس”، التي صُممت لتمكين إيران من الوصول إلى الأسواق العالمية، لكنها فشلت في تحقيق أي نتائج ملموسة، مشيرًا إلى أنه “في ضوء هذه السوابق، لا يبدو أن هذه المباحثات ستفضي إلى اتفاق جديد”.

وعن التحركات الإيرانية الأخيرة، يؤكد خيري أن طهران استبقت المفاوضات بإعلان تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة في منشآتها النووية، في خطوة تُعتبر ردًا مباشرًا على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

والمتخصص في الشؤون الإيرانية يُضيف أن هذه الخطوة التصعيدية تعكس الموقف الإيراني المتشدد، الذي من المتوقع أن يُعقّد علاقاتها مع الدول الغربية، خاصة مع قدوم إدارة ترمب، التي قد تتخذ سياسات أكثر تشددًا تجاه إيران.

تداعيات الموقف الإيراني

ويختتم حديثه ذاكرًا: “الموقف الإيراني الحالي لا يعكس رغبة حقيقية في التوصل لتسوية، بل هو محاولة لإظهار القوة والضغط على الأطراف الغربية، ومع ذلك، فإن هذا النهج قد يؤدي إلى زيادة عزلة إيران وتصعيد العقوبات الاقتصادية ضدها، ما يعمّق أزمتها الداخلية ويفاقم التوترات الإقليمية”.