نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحج بتصريح.. واجب شرعي ووطني وأمني, اليوم الخميس 29 مايو 2025 04:45 صباحاً
وتأتي حملة "لا حج بلا تصريح" بهدف تطبيق نظام تقنين الحج وتنظيمه، وإعطاء الفرصة للحجاج النظاميين والحاصلين على تصاريح، بالاستفادة من ما وفرته الدولة من خدمات كبيرة، سواء في سكنهم أو في تنقلاتهم أو في غذائهم وكذلك في الخدمات الأمنية والصحية والبلدية وغيرها من الخدمات العديدة وفي جميع مراحل الحج، وذلك ما يمكن أن يضمن للحجاج النظاميين أن يحجوا بيسر وسهولة ورفاهية متنعمين ومستفيدين من الخدمات كافة التي وفرتها لهم حكومة المملكة.
ولا شك أن وجود أعداد متزايدة من الحجاج غير النظاميين الذين يحجون بطرق مخالفة ودون تصاريح، وبلا ترتيب أو تنظيم أو ارتباط بحملات مؤسسات نظامية.. بالتأكيد إن ذلك سيكون على حساب الحجاج النظاميين، وسيخلق نوعا من الفوضى والعشوائية، وربما يصاحبه انتشار لبعض الظواهر السلبية مثل ظاهرة الافتراش على الأرصفة وبين مسارات الطرق وتحت الجسور، إضافة إلى أن مثل هذه المخالفات تسبب إرباكا للقطاعات الخدمية، ومنها وسائل النقل والسكن التي حُددت ونُظّمت لتخدم أعدادا محددة، إلى جانب ما قد ينجم من عدم الاهتمام بالجانب الصحي، مثل نقل العدوى وانتشار الأمراض ونقلها لا قدر الله.
وأمام هذا الأمر أقرت الدولة - وفقها الله - إجراءات صارمة لتنظيم أداء هذه الفريضة، بما يكفل تمكين من لم يؤدها من الحصول على الترخيص اللازم لتأدية نُسكه، ويتيح للحاج الوصول إلى المشاعر بكل يسر وسهولة، فينبغي على كل مسلم يريد الحج أن يحرص على الالتزام بالأنظمة والحصول على التصريح الذي يخوله بأداء الحج والاستفادة من الخدمات، وأن يَعيَ بأنه يؤدي نسكا وفريضة وركنا من أركان الإسلام، فحري به أن يتحرى القبول من الله عز وجل بهذه الفريضة العظيمة وهذا الركن العظيم من أركان الإسلام، وأن يستشعر عظم المسؤولية على القيادة في تنظيم هذه المناسبة العظيمة، وعظم الضرر الذي قد يسببه إذا حج بلا تصريح، وما قد يلحق بغيره من المسلمين ويستحوذ على نصيبهم من الخدمات، ويتأمل أن من قواعد الشرع أنه لا ضرر ولا ضرار، وتحقيق هذه القاعدة الشرعية يوجب على من يريد الحج، أن يلتزم بما يصدر من الجهات الرسمية من أنظمة وإجراءات لم توضع إلا من أجل المصلحة العامة، ولكي لا يكون حجهُ وبالا عليه، وقد يخسر معه دينه ودنياه، فبدلا من أن يحقق الأجر والثواب من الله عز وجل، فقد يتحقق له الإثم بعدم طاعته لما يقضي به شرع الله من وجوب طاعة الله ورسوله وأولي الأمر.
وبالتأكيد أن كل مسلم يكلف نفسه عناء الحج فهو يسعى إلى طاعة الله والتزود بالمثوبة، فكيف تتحقق هذه المثوبة التي يسعى إليها وهو مخالف لشرع الله؟ وفق القاعدة الشرعية التي تؤكد أن مخالفة تعليمات ولي الأمر هي مخالفة شرعية!!
إنَّ البعض ما زال لم يدرك أهمية هذا الأمر، وأنه نابع من حاجة ملحة لإتاحة الفرصة لمن لم يؤد فريضته، وليعلم الحاج الذي لا يحمل تصريحا أنه يرتكب مخالفات شرعية ونظامية قد تفسد عليه حجه.
فلا يستقيم عقلا أن تخالف أحكام شرع الله بعدم الامتثال لأمر ولي الأمر، وتعتقد أن ما تقوم به هو الصواب، بل إن تخليك عما توجهت إليه بقصد إتاحة الفرصة للحجاج النظامين قد يتحقق لك معه الأجر والثواب من الله دون أن تكبد نفسك مشقة الحج، فهناك الآلاف وربما الملايين من المسلمين الذين انتظروا لسنوات طويلة حتى تتاح لهم هذه الفرصة، وربما لو بحثت عن شخص لا يستطيع أداء الفريضة وتصدقت عليه لنلت أجرها بإذن الله وكم من شخص مسلم غير قادر ماديا أن يؤدي هذه الفريضة.
إن من واجب الجميع الالتزام بما يصدر من إجراءات تنظيمية تضمن سلامة الجميع، واستشعار الواجب الاجتماعي والأمني والوطني والشرعي في مساعدة الجهات المنظمة للحج، وعدم مزاحمة ضيوف الرحمن الذين يأتون لأول مرة، فلنجعل لهؤلاء فرصة ونحتسب الأجر في ذلك، ونكون مصدر مساندة لكل جهة تنظيمية في هذا الوطن الغالي.
وأسأل الله أن يجزي حكومتنا الرشيدة خير الجزاء على ما تقدمه من خدمات هائلة للحجاج، وأن يتقبل من الحجاج نسكهم ويعيدهم لأهاليهم وبلدانهم سالمين غانمين مقبولين.