في عالمٍ يتسارع فيه تطور التكنولوجيا، أصبح الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا حقيقيًا للكثير من الوظائف، ولا سيما في المجالات التي كانت تُعتبر بعيدة عن هذا الخطر، مثل الطب.
ومع تنامي القدرات المتقدمة للتكنولوجيا الحديثة، بدأت الأسئلة تثار حول مدى تأثير هذه التقنية على مهنٍ حساسة مثل الطب.
إيلون ماسك: الذكاء الاصطناعي مفيد في المجال الطبي
في تصريحات مثيرة للجدل، تحدث الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عن إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تقديم التشخيصات الطبية.
وقال ماسك في فيديو انتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الذكاء الاصطناعي سيكون أداة مفيدة للغاية في المجال الطبي، حيث أشار إلى أنه يمكن للأطباء الآن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "جروك" (Grok) لتحليل صور الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي وتقديم تشخيصات طبية.
وأضاف ماسك أن الذكاء الاصطناعي في بعض الحالات قد يحقق نتائج أفضل من تلك التي يقدمها الأطباء البشر.
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء؟
التصريحات التي أدلى بها ماسك أثارت ردود فعل متباينة بين العاملين في مجال الطب.
من جهة، يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة قوية لتحسين دقة التشخيصات وتقليل الأخطاء البشرية.
ومن جهة أخرى، هناك مخاوف متزايدة من أن هذه التقنية قد تقلل من حاجة الأطباء البشريين في بعض المجالات الطبية.
فهل سيكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على تقديم الرعاية الصحية بشكل موازٍ للأطباء البشر؟ وهل سينقض على مهنة الطب ويضع الأطباء أمام تحديات كبيرة في المستقبل؟
تطورات مثيرة: "جروك" 1 و 2 و 3
قد تكون هذه النقاشات بمثابة مقدمة لما سيحدث في المستقبل القريب، خاصة أن إيلون ماسك كان قد أطلق في نوفمبر 2023 أول نموذج للذكاء الاصطناعي التوليدي لشركته "إكس أيه آي" xAI، الذي يحمل اسم "جروك 1".
وبعد ذلك، تم إطلاق النسخة الثانية "جروك 2" في أغسطس 2024، ومن المتوقع إطلاق "جروك 3" في فبراير 2025.
ومع هذه التطورات السريعة، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيظل يشكل تهديدًا متزايدًا للعديد من الصناعات.
الأطباء في مرمى الذكاء الاصطناعي: هل من سبيل للنجاة؟
بينما يُظهر الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة في مختلف المجالات، تزداد المخاوف من تأثيره على وظيفة الأطباء.
فما هو مستقبل المهنة في ظل هذه الثورة التكنولوجية؟ هل سيظل للأطباء دور في التشخيص والعلاج، أم سيصبح الذكاء الاصطناعي هو العنصر الأساسي في الطب؟ وهل يمكن تحقيق التوازن بين استخدام هذه التقنيات الحديثة والحفاظ على العنصر البشري في الرعاية الصحية؟
في ظل هذه التساؤلات، يبقى السؤال: هل سيكون الذكاء الاصطناعي شريكًا أم منافسًا للأطباء في المستقبل؟