أكد وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، التزام الولايات المتحدة المطلق بأمن إسرائيل، مشددًا على أن العلاقة بين البلدين "غير قابلة للكسر".
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، أشار إلى أن الوزيرين ناقشا المصالح الثنائية والتطورات الإقليمية وأولويات التعاون العسكري، في ظل تصاعد التوترات في المنطقة. وشدد هيغسيث على أن الولايات المتحدة تظل ملتزمة بنسبة 100% بضمان تفوق إسرائيل العسكري، مضيفًا أن التنسيق العسكري بين البلدين يشكل ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي.
في المقابل، رحب وزير الدفاع الإسرائيلي بهذه التصريحات، مؤكدًا أن إسرائيل تعتمد على دعم الولايات المتحدة في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في الشرق الأوسط، خاصة مع استمرار التهديدات الإيرانية المتنامية.
تصعيد ضد إيران.. هل نحن أمام مواجهة مفتوحة؟
تطرقت المحادثات أيضًا إلى دور إيران في زعزعة الاستقرار الإقليمي، حيث اتفق الوزيران على أن إيران لا تزال تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن في المنطقة.
وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، خاصة بعد استئناف إيران تطوير برامجها النووية، وتعزيز دعمها العسكري لحلفائها الإقليميين في سوريا ولبنان والعراق واليمن. وتتهم الولايات المتحدة إسرائيل إيران بتمويل وتسليح الجماعات المسلحة في المنطقة، مما يشكل تحديًا أمنيًا مباشرًا للدول الحليفة لواشنطن.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبحث خيارات تصعيدية جديدة ضد إيران، تتراوح بين تشديد العقوبات الاقتصادية وفرض مزيد من القيود على قطاع النفط والتكنولوجيا، وصولًا إلى إجراءات عسكرية أكثر حدة قد تشمل استهداف مواقع إيرانية استراتيجية.
4 مليارات دولار مساعدات عسكرية عاجلة لإسرائيل
لم يقتصر الدعم الأميركي على التصريحات السياسية، بل اتخذ طابعًا عمليًا من خلال إعلان وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أنه وقّع على قرار يقضي بتسريع تسليم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة تقارب 4 مليارات دولار.
وأشار روبيو إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام واشنطن بضمان التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب وافقت مؤخرًا على صفقات أسلحة جديدة لتل أبيب بقيمة 12 مليار دولار، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا نحو تعزيز القدرة الدفاعية لإسرائيل في مواجهة التهديدات الإقليمية.
وأضاف روبيو أن هذه المساعدات تشمل تسليم أنظمة دفاع متقدمة، وتكنولوجيا عسكرية متطورة، ودعم إضافي للقوات الجوية الإسرائيلية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام جميع الأدوات المتاحة لضمان التفوق العسكري الإسرائيلي ومواجهة أي تهديدات محتملة.
ويأتي هذا القرار بعد إلغاء الحظر الجزئي على الأسلحة الذي فرضه الرئيس السابق جو بايدن، مما سمح لإسرائيل بالحصول على معدات متطورة بشكل أسرع لتعزيز جاهزيتها العسكرية.
هل نحن أمام موجة جديدة من التصعيد في الشرق الأوسط؟
مع تزايد الدعم الأميركي لإسرائيل، وتصاعد الخطاب المعادي لإيران، يبرز تساؤل جوهري حول ما إذا كانت المنطقة على أعتاب مواجهة عسكرية جديدة.
يرى بعض المحللين أن التحركات الأميركية تهدف إلى ردع إيران ومنعها من توسيع نفوذها في المنطقة، دون الدخول في مواجهة مباشرة. بينما يحذر آخرون من أن التصعيد المتواصل قد يؤدي إلى ردود فعل إيرانية قوية، مما قد يُشعل مواجهة عسكرية شاملة تمتد إلى أكثر من ساحة.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبقى الخيار العسكري مطروحًا، خاصة إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا والعراق، أو إذا أقدمت طهران على خطوات تصعيدية جديدة في ملفها النووي.
كما أن موقف دول الخليج سيكون عاملًا حاسمًا في تحديد ملامح المرحلة المقبلة، حيث تراقب هذه الدول بقلق بالغ التطورات، خاصة أنها تعتبر إيران تهديدًا مباشرًا لاستقرارها، لكنها في الوقت نفسه تخشى أن يؤدي أي تصعيد عسكري إلى زعزعة المنطقة بأكملها.