هبوط أسعار النفط رغم دعم البيانات الصينية القوية
شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، على الرغم من البيانات الإيجابية القادمة من الصين، والتي كان يُتوقع أن تعزز الطلب على الخام.
طبقا لـ تحيا مصر ، تحدثت مصادر مطلعة بأن تحالف "أوبك+" قرر المضي قدمًا في زيادة الإنتاج المخطط لها خلال شهر أبريل، وهو ما ساهم في الحد من أي مكاسب كان يمكن أن تحققها الأسعار نتيجة المؤشرات الاقتصادية الصينية المتفائلة.
تحركات السوق وتأثير البيانات الصينية
في بداية التداولات، سجلت أسعار النفط ارتفاعًا بدعم من بيانات قوية لقطاع الصناعات التحويلية في الصين، والتي أظهرت توسعًا ملحوظًا في نشاط القطاع بأسرع وتيرة منذ ثلاثة أشهر خلال فبراير الماضي. وجاء هذا النمو مدفوعًا بزيادة في الطلبات الجديدة وارتفاع حجم المبيعات، مما حفز الإنتاج بشكل كبير، وفقًا لتقرير وكالة "رويترز".
وصرّح توني سيكامور، محلل الأسواق في شركة "آي.جي"، بأن انتعاش مؤشر مديري المشتريات للصناعات التحويلية في الصين كان من العوامل الرئيسية التي ساعدت على دعم الأسعار في وقت مبكر من التداول.
ومع ذلك، حذر من أن التوقعات الاقتصادية للصين قد تواجه ضغوطًا إضافية، خاصة في ظل احتمالية فرض رسوم جمركية جديدة من قبل الولايات المتحدة في الرابع من مارس الجاري.
التوقعات المستقبلية وتأثير العقوبات المحتملة
في المقابل، أبدى محللو "جولدمان ساكس" تفاؤلًا نسبيًا بشأن مستقبل الاقتصاد الصيني، حيث أشاروا في مذكرة بحثية إلى أن البيانات الأخيرة تعكس استقرار النشاط الاقتصادي أو تحسنه الطفيف في الصين مطلع عام 2025. ومع ذلك، حذروا من أن فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة بنسبة 10% قد يدفع بكين إلى اتخاذ إجراءات مضادة، مما قد يؤثر سلبًا على نمو الطلب العالمي على النفط.
تذبذب الأسعار وتأثير التوترات السياسية
شهد الشهر الماضي تراجعًا في أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط، حيث كان هذا أول انخفاض شهري منذ ثلاثة أشهر. وأرجع محللون هذا التراجع إلى تصاعد التوترات التجارية، خاصة بعد تهديدات واشنطن بفرض مزيد من الرسوم الجمركية على شركائها التجاريين، مما ألقى بظلاله على ثقة المستثمرين في أداء الاقتصاد العالمي.
ورغم هذه التحديات، شهدت الأسواق تحسنًا طفيفًا في المعنويات بعد القمة الأوروبية التي انعقدت مؤخرًا، حيث أكد القادة الأوروبيون دعمهم القوي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطوة قد تؤثر على استقرار الأسواق العالمية.
وبحسب استطلاع رأي، فإن المحللين حافظوا على توقعاتهم بأن تظل أسعار النفط عند مستويات مستقرة نسبيًا خلال العام الجاري، مع ترجيح أن يصل متوسط سعر خام برنت إلى نحو 74.63 دولارًا للبرميل، مدفوعًا بالتوازن بين تداعيات العقوبات الأمريكية المحتملة والإمدادات المتزايدة من الدول المنتجة.