يحتفل متحف آثار الإسماعيلية هذا العام بمرور تسعين عامًا على افتتاحه الرسمي، والذي تم في مارس عام 1934، ليكون واحدًا من أقدم المتاحف الإقليمية في مصر، ويحكي قصة الحضارات التي مرت عبر أرض الإسماعيلية.
بداية الفكرة 1904-1910
تعود فكرة إنشاء المتحف إلى عام 1904، عندما وقع الاختيار على مدينة الإسماعيلية لتكون مقرًا لمتحف يضم القطع الأثرية المكتشفة في المنطقة، إلا أن تنفيذ الفكرة تأخر لعدة عقود بسبب النزاع بين شركة قناة السويس ومصلحة الآثار المصرية بقيادة عالم المصريات غاستون ماسبيرو في محاولة لتسريع المشروع، قام ماسبيرو بتزويد الباحث الفرنسي جان كليدا بعدد من القطع الأثرية من المتحف المصري لعرضها مؤقتًا.
في عام 1910، بدأ كليدا بعرض بعض القطع المكتشفة داخل منزله بالإسماعيلية، المبنى رقم 9 التابع لشركة قناة السويس، في فاترينات زجاجية، مع إصدار كتالوج خاص موثق بالصور الفوتوغرافية، ليكون بذلك المتحف الأول في المدينة.
وبحلول عام 1914، زاد عدد الفاترينات إلى أربعة، ما جعل المنزل بمثابة متحف مؤقت للآثار.

متحف مؤقت وتطور الفكرة 1911-1913
مع تزايد عدد القطع الأثرية، اقترح كليدا إقامة متحف دائم، وهو ما لقي ترحيبًا من شركة قناة السويس ومصلحة الآثار المصرية. في عام 1911، تحول منزله إلى متحف بسيط بعد تعرضه لحريق استدعى إعادة ترتيب المعروضات.
وفي مايو 1912، أعلن وزير الأشغال العامة إقامة متحف رسمي على أرض تابعة لشركة قناة السويس، على أن تتولى الشركة تمويله وصيانته تحت إشراف مصلحة الآثار المصرية، لكن تنفيذ المشروع لم يتم سوى بتطوير الجناح المخصص للآثار في منزل كليدا. في نوفمبر 1913، وافقت إدارة شركة القناة على تخصيص هذا الجناح كمتحف، وقدم المندوب الأعلى للشركة تمويلًا للمشروع بقيمة 3800 فرنك، ليشمل المتحف ست قاعات وقبوًا للمعروضات.
بناء المتحف وافتتاحه 1928-1934
بعد توقف المشروع خلال الحرب العالمية الأولى 1914-1918، أعيدت الفكرة عام 1928 بمبادرة من لويس دي نوجيه، المدير العام لشركة قناة السويس آنذاك.
وافقت الشركة على بناء متحف جديد لعرض التحف المكتشفة خلال العشرين عامًا السابقة، واختير موقع المتحف في حديقة القصر الخديوي، حيث كان يوجد مصنع مياه قديم.
في الثالث عشر من فبراير عام 1934، افتتح المتحف رسميًا، بتصميم من المهندس الفرنسي لويس جان أولو، ليكون صرحًا ثقافيًا بارزًا يوثق تاريخ الإسماعيلية والحضارات التي مرت عبرها، ويظل شاهدًا على تطور علم الآثار في مصر.