منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، كانت مصر في طليعة الدول الرافضة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، معبرة عن موقفها الثابت والراسخ في دعم حقوق الفلسطينيين.
وكان موقف مصر الواضح حاسمًا في رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، خاصةً تلك المتعلقة بمحاولات تهجير الفلسطينيين من غزة أو أي شكل من أشكال الحلول التي تؤدي إلى التفريط في الأرض الفلسطينية.
تمثلت المواقف هذه في خطوات رسمية وشعبية اتخذها المصريون على مدار الأشهر الماضية، نستعرضها في السطور التالية.
موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي
منذ اندلاع العدوان، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي مرارًا وتكرارًا أن مصر ترفض تمامًا أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة أو أي جزء من الأراضي الفلسطينية.
في العديد من التصريحات، شدد الرئيس السيسي على أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية وأنه لا يمكن لأي دولة أن تتلاعب بمستقبل الفلسطينيين أو تقترح فكرة التهجير، وأكد الرئيس السيسي ضرورة التمسك بحل الدولتين كأساس لأي تسوية سلمية، مع ضمان حق العودة للفلسطينيين.
التحركات الدبلوماسية المصرية
مصر لم تقتصر على البيانات الرسمية، بل كانت لها تحركات دبلوماسية على أعلى مستوى، حيث تواصلت مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة والعديد من القوى الدولية لإقناعهم بأن أي فكرة لتصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير الفلسطينيين لن تمر.
كما أرسلت القاهرة رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي تفيد بأن قطاع غزة يجب أن يبقى جزءًا من فلسطين التاريخية.
وسعت مصر على الساحة الدولية إلى التأكيد على أن القدس وغزة هما من ثوابت القضية الفلسطينية، وأن أي حلول يتم فرضها لن تكون قابلة للتنفيذ أو التفاوض في المستقبل.
فتح معبر رفح للتسهيل على الفلسطينيين
من خلال فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، قدمت مصر شريان حياة لأهالي القطاع عبر إدخال المساعدات الإنسانية واللوازم الطبية، مع التأكيد على أن المعبر لن يُستخدم لأي غرض آخر بخلاف الدعم الإنساني، وكانت مصر حريصة على أن يكون هذا المعبر آمنًا وآلية لمرور المساعدات الغذائية والطبية فقط وليس وسيلة لتهجير أي شخص من غزة.
دعم حق العودة الفلسطيني
مصر عبر مواقفها الرسمية والشعبية أكدت أن حق العودة هو حق غير قابل للتصرف، ويجب أن يتحقق عبر حل الدولتين وعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم.
في هذا السياق، ناصرت مصر اللاجئين الفلسطينيين في المحافل الدولية، مؤكدة رفضها لأي نوع من التوطين أو التهجير القسري للفلسطينيين.
المساعدات الإنسانية والتنسيق مع المنظمات الدولية
مصر كانت ولا تزال من أبرز الدول المساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، وكان لها دور بارز في تنسيق جهود الإغاثة عبر المعابر الحدودية والمشاركة في تنسيق دخول المساعدات عبر الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالإضافة إلى الهلال الأحمر المصري ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل على الأرض في غزة.
موقف الشعب المصري والمؤسسات
كان الشعب المصري ومؤسساته المدنية في طليعة المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، من خلال الفعاليات الشعبية والتظاهرات الداعمة لقضية فلسطين، وعبر المصريون عن رفضهم القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، مع التأكيد على أن العودة إلى الأراضي الفلسطينية هي الحق الأصيل، مؤكدين كذلك دعمهم الكامل لجهود الرئيس السيسي والقيادة السياسية الرافضة لتهجير الفلسطينيين.
