يبدو أن قصة الغجر أو كما يعرفون في بعض المجتمعات بـ “الروما” شاهد حي على تحدى الهوية والانتقال من مسار كسر الحدود الى الاندماج في المجتمعات والارتباط بالمدنية، أما عن عاداتهم وتقاليدهم فتصبح جزءا من ميراث قديم هناك من يحتفظ به وهناك من اختطفته المدينة.
وفي التقرير التالي، تعرف على قصة الغجر عبر التاريخ..
زمن الترحال
في كتاب "الغجر" لـ سير أنجور فريزر، والصادر عن المركز القومي للترجمة بترجمة للمترجم عباده كحيلة، يذهب المؤلف الى الغجر هم شعب جوال حط الرحال في البلقان إبان العصور الوسطى، وأنتشر على نحو تدريجي في القارة الأوروبية وما وراءها.
يذهب معجم أكسفورد الى تعريف الغجري كفرد في عرق جوال: يطلق أقراده على أنفسهم تعبير رومني " من أصل هندي ظهروا لأول مرة في إنجلترا، حول بداية القرن السادس عشر، وكان يظن وقتها أنهم أتوا من مصر.
مواصفات الغجر
بشرة داكنة مشربة بصفرة وشعر أسود، يرتزقون من صناعة السلال وتجارة الخيل وقراءة الطالع وما إليه، وعادة مايكونو موضعا للشك، بسبب ترحالهم وعاداتهم ولغتهم "وتدعى بالرومنية " وهي لهجة هندية مختلطة إلى حد بعبيد بمزيح من الكلمات من لغات أوروبية شتي.
الغجر في بلاد فارس
يذهب الكتاب إلى أنه في فارس ثمة نصوص قليلة تفيد على نحو ما في تقصي المرحلة الباكرة من تاريخ الغجر، منها ما يروىه المؤرخ العربي حمزة الإصفهاني " 950 م ا الملك الفارسي بهرام جور بعد أن أمر رعاياه بأن يكدحوا نصف اليوم، ويقضوا سائره في تناول الطعام والشراب والاستماع إلى الموسيقى، التقى ذات يوم بجماعة منهم لديهم نبيذ، ولكن ليس لديهم موسيقى، وعندما عاب عليهم ذلك، طرحوا أنفسهم أرضا، وقالوا: إنهم بذلوا ما لديهم من جهد كي يقفوا على عازف واحد، ولكن حبطت مساعيهم، عندئذ نجح الملك في اقناع ملك الهند بأن يبعث اليه باثني عشر الفا من العازفين، ففرقهم على بلدان مملكته، فتناسلوا بها، وأولادهم باقون وإن قلوا وهم الزط".
الغجر في الامبراطورية العثمانية
أما عن وجودهم في الامبراطورية العثمانية فقد كان لتاريخ الغجر في البلدان الأوربية التي كانت خاضعة لحكم العثمانيين، فقد كان تاريخ مفعما بالغموض.فقد ظل نصف غجر أوروبا يعيشون تحت السيادة العثمانية حتى القرن التاسع عشر.
يشير المؤلف إلى أن غالبية الغجر كان يعيشون على المناطق الحدودية للاقطار، نجد في ذلك هناك جماعات كانت تعيش بين الحدودبين فرنسا وإسبنيا، وكذلك بين الدول الألمانية، والحدةد الاسكتلندية، وفي شرق الجمهورية الهولندية.
أما عن طباع الغجر فهم يعيشون صيفا في خيام، لكنهم يقضون الشتاء في كهوف محفورة في جوانب التلال أما المستقرون منهم، فأن أكواخهم مجهزة قر بسيط من الضروريات، فلا توجد بها مقاعد ولا أسرة ولا إضاءة صناعية، ويبقى ادمانهم للكحول والتبغ الصفة المشتركة لدي اغلب جماعات الغجر.
من الخيمة الى التعليم
سارعت الكنيسة البروستنانتية الى تهيئة حياة جديدة للغجر، وحررتهم من الوثنية عبر حياة جديدة تضمن فيها استقرارهم، وتهيئتهم لأعمال تقوم على الاعتماد بالاستقرار والجيلولة بينهم وبين الانصياع لقيمتهم.
لعب الغجر عل مدار التاريخ في الحفاظ على الفلكلور، عبر قدراتهم في حفظ السير الشعبية وترديدها، والتي وصلتنا عبرهم، الى جانب ان تاريخ الغجر في العالم يتقاسم في احترافهم للرقص والغناء والعزف ، فمثلا في اواخر القرن الخامس عشر بدور النقلة للأغنية الإسبانية والرقص الإسباني. وحازث رقصاتهم شعبية كبيرة. ول لغجر اثر كبير في ثقافة أهل الاندلس،
