ندد رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، داعيًا إلى السماح لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة باستئناف عمله الإنساني، مشددًا على أن الغذاء "لا يجب أن يُستخدم كأداة سياسية".
وقال كارني، في منشور عبر منصة "إكس"، إن "برنامج الأغذية العالمي أعلن أن مخزوناته من الغذاء في غزة قد نفدت بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر"، مؤكدًا أن "المدنيين الفلسطينيين لا يجب أن يدفعوا ثمن الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها حماس"، مطالبًا بالسماح الفوري بدخول الإمدادات الإنسانية.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن، الجمعة، أن مخزوناته من الأغذية في غزة قد نفدت بالكامل، حيث جرى تسليم آخر الإمدادات المتبقية إلى المطابخ المجتمعية التي تقدم وجبات ساخنة، محذرًا من أن الغذاء سينفد خلال الأيام القليلة المقبلة إذا استمر الحصار ومنع وصول المساعدات.
وأشار البرنامج إلى أن القطاع لم يستقبل أي مساعدات إنسانية أو تجارية منذ أكثر من سبعة أسابيع، في أطول فترة إغلاق للمعابر الحدودية منذ بدء الحصار.
ورغم هذه التحذيرات، نفت إسرائيل مرارًا وجود أزمة مجاعة في غزة، متهمةً حركة "حماس" بإساءة استخدام المساعدات الإنسانية، وهو ما تنفيه الحركة. وأكد الجيش الإسرائيلي أن القيود المفروضة تهدف إلى منع وصول الإمدادات إلى المقاتلين.
وفي المقابل، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن المجاعة أصبحت "واقعًا مريرًا" يعيشه نحو 2.3 مليون فلسطيني في القطاع.
ومنذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 1900 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، كما تسببت المعارك في نزوح مئات الآلاف من السكان بعد إعلان إسرائيل إنشاء ما تسميه "منطقة عازلة" داخل القطاع.
وتعود جذور التصعيد إلى هجوم شنته حركة "حماس" على إسرائيل في أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر 251 آخرين، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية. وردًا على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية واسعة أدت إلى مقتل أكثر من 51،300 فلسطيني، بحسب المصادر الصحية في غزة.
وأكد كارني أن حكومته "ستواصل العمل مع الحلفاء من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وضمان العودة الفورية لجميع الرهائن".
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إنه طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسماح بإدخال الغذاء والدواء إلى القطاع المحاصر.
ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس سياسيًا في كندا، إذ من المقرر أن يتوجه الناخبون الكنديون إلى صناديق الاقتراع يوم الاثنين المقبل، وسط تقدم طفيف لحزب الليبراليين بقيادة كارني على حزب المحافظين وفقًا لآخر استطلاعات الرأي.