أكد الكاتب الصحفي أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن التصعيد العسكري الإسرائيلي في الجنوب السوري، بما في ذلك الغارات المكثفة على مقار عسكرية ومناطق قريبة من القصر الرئاسي في دمشق، يمثل تصعيدًا خطيرًا يقوض فرص التسوية السياسية الشاملة في سوريا.
وأشار في مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن عدد الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية بلغ نحو 488 غارة، مما يثير القلق بشأن الأوضاع الأمنية ويؤدي إلى شلل شبه تام في الجهود الدولية لإعادة تأهيل الدولة السورية سياسيًا وأمنيًا.
وأضاف العشري، أن التبريرات الإسرائيلية، لا سيما الادعاء بحماية الطائفة الدرزية، مكشوفة ولا تخفي محاولات تل أبيب لفرض واقع جديد في الجنوب السوري عبر إنشاء مناطق عازلة تمتد حتى مشارف العاصمة وريف دمشق.
ونوه إلى أن سوريا، في ظل الظروف الراهنة وبعد سنوات من الصراع، ليست في وضع يمكنها من الرد العسكري الفاعل، خاصة مع وجود توترات داخلية في مناطق مثل الساحل والسويداء بين بعض الفصائل المحلية والأجهزة الأمنية.
وأردف بأن المسار السياسي لا يزال هو الخيار الوحيد المتاح، داعيًا إلى عملية سياسية واسعة تشمل كافة مكونات الشعب السوري لتجاوز الانقسامات الطائفية والمذهبية، وتحقيق توافق وطني يُعيد لسوريا استقرارها.
وتابع العشري حديثه بالإشارة إلى أهمية الدعم الدولي، مشيرًا إلى وجود حراك دبلوماسي بين سوريا والولايات المتحدة مؤخرًا، شمل لقاءات على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، لكنه أكد أن الشروط الأمريكية ما زالت "تعجيزية" في كثير من جوانبها.
