أوضح الأب إدوارد ماكنمارا، Legionary of Christ، أستاذ الليتورجيا واللاهوت الأسراري ومدير معهد “ساركدوس” في جامعة Regina Apostolorum البابوية “أن ذكر البابا والأسقف بأسمائهما الأولى موجود في جميع الصلوات الإفخارستية، واستشهد بمثال من “القانون الروماني” القديم: نقبل وبارك هذه القرابين،… مع خادمك [فلان] بابانا، و[فلان] أسقفنا…”
هذا النمط من الصلوات التوسلية دخل في نسيج الصلاة الإفخارستية مع نهاية القرن الرابع. قبل ذلك، كانت التوسلات تقال قبل تقديم القرابين، وكانت أطول وتُتلى بأسلوب شبيه بتوسلات الجمعة العظيمة.
التحول في موقع التوسلات
مع الوقت، انتقلت هذه التوسلات لتُدرج داخل نص الصلاة الإفخارستية في معظم الطقوس المسيحية، سواء الغربية أو الشرقية، مع استثناءات قليلة مثل: الليتورجيا الغالية (جنوب فرنسا – منقرضة الليتورجيا الموزارابية (في طليطلة – إسبانيا).
البداية التاريخية لذكر البابا والأسقف
وفقًا للمخطوطات، ذُكر اسم البابا فقط لأول مرة حوالي سنة 500 ميلادية. لاحقًا، أُضيف ذكر الأسقف المحلي، خاصة في المناطق الواقعة خارج إيطاليا.
ومن أقدم المخطوطات التي ورد فيها ذكر الأسقف هو “قداس بوبيو” (Bobbio Missal) والذي يعود إلى عام 700 تقريبًا.
لماذا يُستخدم الاسم الأول فقط؟
يشرح الأب ماكنمارا أن السبب ليس لاهوتيًا بقدر ما هو تاريخي وثقافي:
في حالة البابا: بدأ البابا يوحنا الثاني (533م) تقليد تغيير الاسم عند انتخابه بابا واسمه الأصلي كان “ميركوري” (اسم إله وثني)، ففضّل تغييره لاسم مسيحي ومنذ ذلك الحين، أصبح من المعتاد أن يُذكر البابا باسمه الجديد دون لقب عائلي.
في حالة الأساقفة: لم تكن الألقاب العائلية منتشرة في أوروبا القديمة والناس عُرفوا بأسمائهم الأولى مع إضافات مميزة مثل: اسم الأب أو الجد (جونسون، ماكدونالد) المهنة (سميث، بيكر) والسمات الجسدية أو الأماكن (شورت، لونغ، دي بوربون).
إذن، السبب وراء استخدام الأسماء الأولى في الليتورجيا هو تقاليد قديمة تعود إلى بدايات الكنيسة حين لم تكن هناك حاجة لاستخدام ألقاب عائلية، وهي ممارسة استمرت حتى اليوم من باب الحفاظ على الروحانية والبساطة في الصلاة.