قال المخرج تامر كرم، مدير مسرح الشباب، إنه شعر بالفخر لتولى هذا المنصب، وأحس بأنه مسئول عن مساعدة كل المواهب الجديدة، ولذلك أطلق مشروع «أول ضوء» لاكتشاف المواهب الشابة، فى التمثيل والتأليف والإخراج.
وأوضح «كرم»، لـ«الدستور»، أن عمله السابق كمخرج جعله يفكر فى مساعدة الفنانين كواحد منهم، وليس كإدارى منفصل عن المجال، مشيرًا إلى أنه لم يواجه أى عقبات فى طريقه حتى الآن، بل يحظى بدعم ومساعدة من الجميع.
وأشار إلى أنه يجرى اختيار المشاركين فى المشروع بناء على الموهبة فقط، وبدأ استقبال المشروعات منذ ٥ مايو الجارى ويستمر ذلك حتى ٥ يونيو المقبل، يوميًا.
ولفت إلى أن هناك خططًا لنشر الفكرة فى المحافظات، وستجرى إقامة مبادرات وورش عمل فى الأقاليم، كما سيتم التواصل مع بعض الدول العربية، مؤكدًا أن المسرح لغة يفهمها الجميع لأنه يجعلنا نرى أنفسنا ويفتح الباب أمام الشباب ليتساءل ويفكر ويبدع.
■ كيف كان شعورك حينما علمت بتعيينك مديرًا لمسرح الشباب؟
- شعرت بالفخر، وأحسست بأننى أمام مسئولية كبيرة، لأن مسرح الشباب ليس مجرد مؤسسة فنية، بل هو حلم جيل كامل من الفنانين الشباب. تولى هذا المنصب يحمّلنى أمانة تجاه كل موهبة تبحث عن فرصة.
■ لماذا أطلقت مشروع «أول ضوء»؟
- منذ أن توليت المنصب، بحثت عن سبل لمساعدة الشباب الذى يحاول أن يجد مساحة يعبر فيها عن نفسه، لأن هذه هى فلسفة مسرح الشباب.
«أول ضوء» كان رد فعل طبيعى لرغبتى فى فتح الأبواب المغلقة أمام الموهوبين، ومن خلال هذا المشروع نرغب فى خلق حراك حقيقى، ونقول لكل شاب لديه موهبة: «هناك مكان لك موجود، فتعال وجرب، وشارك، وابدأ خطوتك الأولى».
وبدأ استقبال المشاريع منذ ٥ مايو الجارى ويستمر استقبال المشروعات حتى ٥ يونيو المقبل، يوميًا.
■ ما أهداف المشروع؟
- الهدف الأساسى هو اكتشاف وتقديم المواهب الشابة فى المسرح، ليس فى التمثيل فحسب، لكن أيضًا فى التأليف والإخراج والديكور والموسيقى، كذلك نسعى لصنع جيل جديد يعى قوة المسرح وأهميته فى المجتمع.
■ لماذا اخترت هذا الاسم؟
- «أول ضوء» يعبر عن البداية، عن أول نور يجرى تسليطه على الفنان وهو يقف على خشبة المسرح. المشروع هو الباب الذى ندخل منه لعالم المسرح، البداية التى بعدها تتغير الحياة.
■ كيف سيجرى دعم المواهب الشابة؟
- البيت الفنى للمسرح بوزارة الثقافة سيوفر فرصة لإنتاج عروض جديدة لمخرجين جدد، وهذا يعنى أنه مشروع مهم لضخ دماء جديدة فى الحركة المسرحية وعدم الاعتماد على أسماء بعينها. وسيكون لدينا بعد فترة جيل جديد من المبدعين فى كل مجالات المسرح، وهذا هو دور مسرح الشباب.
■ ما معايير اختيار المشاركين؟
- نعتمد على الموهبة الحقيقية، والرغبة الجادة فى التعلُّم. ومن المهم أن تكون هناك تجارب سابقة مميزة قبل دخول المخرج عالم الاحتراف. يتطلب الأمر شغفًا. ونعمل مع المخرج حتى نحقق حلمه.
■ ما التحديات التى واجهتكم؟
- حتى الآن لا توجد معوقات، بل هناك تعاون من الجميع. الفنان خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، تحمس جدًا للمشروع، وكذلك الفنان هشام عطوة، رئيس البيت الفنى للمسرح، يدعمنا بقوة. وننتظر فقط تطوير خشبة المسرح ليكون جاهزًا أمام شباب المبدعين فى الفترة المقبلة.
■ هل هناك نية لتوسيع نطاق المشروع؟
- بالتأكيد، فأنا مؤمن بأن الموهبة ليست فى القاهرة فقط. وهدفنا خلال الفترة المقبلة أن نذهب للمحافظات، ونقيم العديد من الورش والمبادرات. وبدأنا فى فتح خطوط تواصل مع فنانين عرب، لأن المسرح لغة مشتركة، والمواهب موجودة فى كل مكان.
■ كيف أثرت تجربتك كمخرج على إدارتك؟
- ساعدنى ذلك على فهم احتياجات الفنان الشاب، فلدىّ قدرة على معرفة ما يحتاجه ليبدع. وهو ما جعلنى أضع الخطط من منظور فنان وليس الإدارى فقط. فدائمًا أفكر كيف أخلق بيئة حقيقية للفن.
■ كيف يشكل المسرح وعى الأجيال؟
- المسرح هو المساحة الوحيدة التى يجتمع الناس بها حتى يشاهدوا أنفسهم. يعرفنا على أنفسنا، ويجعل الشباب يسأل ويفكر ويناقش. ورؤيتى أن المسرح من الضرورى أن يعود ليلعب دوره فى التوعية والتنوير وبناء الإنسان.