السيسي مجدد المدرسة المصرية لترويض الأعداء خليج نيوز

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الأحد 02/فبراير/2025 - 01:47 ص 2/2/2025 1:47:15 AM

لم يعد الترويض مقتصرا فقط على التعريف القائل بأنه وسيلة إخضاع الحيوانات وخاصة المفترسة منها لضبط السلوك عن طريق الثواب والعقاب، ولكن السياسة المصرية التي نعيشها في تلك الحقبة الساخنة من التاريخ المصري الحديث وخاصة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر في يونيو 2014 أضافت تعريفا وبعدا جديدا في ترويض الأعداء من البشر، وأفضل تسميته بالترويض السياسي لإخضاع القوى المعادية لمصر سواء كانت دولا كبرى أو دولا إقليمية تختلف باختلاف أغراضها في معاداة مصر  أو جماعات متطرفة تمارس الإرهاب شكلا وموضوعا، ولا أبالغ أو أرجم بالغيب إذا قلت أن الرئيس السيسي باعث الصمود المصري وأنه كان ومازال مجددالمدرسة المصرية  في ترويض هذه القوى الهدامة إلى درجة السيطرة عليها وأنه يعرف جيدًا كيفية التعامل والنجاح في إدارة العلاقة مع الدول الكبرى وترويضها بحنكة وذكاء، وكم من مواقف وأحداث كنا نتوقع فيها أن تمر مصر  بأزمة تزلزل استقرارها وتهز نظامها بفعل التهديدات التي تتعرض لها الدولة أو التي يتعرض لها الرئيس شخصيا، ثم نجد أن كل تهديد يزول مثل فقاعة الصابون في الهواء دون أن تتأثر مصر أو يهتز رئيسها، وقبل الخامس والعشرين من يناير من كل عام كان المحرضون على مصر والهاربون في الخارج والمدعومين من جماعة الإخوان يحاولون حشد الجماهير في مصر للتظاهر ومحاولة قلقلة نظام الحكم، وكانوا يسخرون أجهزتهم الإعلامية والمدعومة من دول بعينها معادية لمصر لإظهار أن مصر ستنهار يوم 25 يناير وأن نظام الحكم بها سوف يسقط، ثم نجد أن مصر تحظى في هذا اليوم بأرفع درجات الأمن والأمان وأن ما يأمله المحرضون لم يتعد كونه مجرد أمال لم تصل حتى للعبور من بوابة الأحلام، وكنت ألاحظ أن الرئيس في هذه المناسبة من كل عام يمارس نشاطه الطبيعي بشكل عادي جدا وأحيانا كان يقوم بزيارات خارجية لدول عربية شقيقة أو غيرها في هذا اليوم، وكان من المتعارف عليه في مثل هذه الظروف في عهود سابقة أن  يقلل الرئيس نشاطه لكننا كنا نرى في الرئيس السيسي شجاعة منقطعة النظير على المواجهة وكانت تحركاته الواثقة والهادئة والثابتة في مثل هذه الظروف مبعث أمان لكل المصريين وتوجيه رسالة طمأنة لهم، ثم أنها تعكس الثقة المتبادلة بين الرئيس والقوات المسلحة من جانب وبينه وبين هيئة الشرطة ووزارة الداخلية من جانب آخر، وظهر للشعب وللعالم كله بالمشهد العملي أكاذيب أبواق الإعلام المحرض حول مساحة من الاختلاف بين الرئيس وتلك المؤسسات الوطنية العظيمة، لكن الرئيس السيسي وهو رجل مخابرات محنك يجيد تحريك الأحداث من حوله لما يحقق لمصر أمنها واستقرارها، ومنذ أيام كانت هناك لطمة قوية من رئيس مصر  لإسرائيل المعادية، وفي الوقت الذي طرح فيه ترامب إرادته لتوطين الفلسطينيين في غزة على أرض سيناء، وخلال قوة التحدي المتبادل في الرد بين ترامب المتمسك بحق لا يملكه وبين رفض الرئيس السيسي لتهجير الفلسطينيين وتركهم لأرضهم وديارهم ثم من بعد ذلك تصفية القضية الفلسطينية، نجد الرئيس في هذا الوقت الضاغط لمصر يصدر قرارا جمهوريا نشرته الجريدة الرسمية تحت رقم 35 لسنة 2025 بتخصيص 52.5 فدان في جنوب سيناء لصالح الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر لإقامة ميناء طابا البحري، وكما أوضح الفريق كامل الوزير في وسائل الإعلام المصري أن وجود ميناء في طابا على الحدود المصرية الشرقية لا يتعدى كيلومترا في الحدود مع إسرائيل يعد أمنا قوميا، حيث سيتم ربط ميناء طابا بميناء العريش عن طريق خط سكك حديدية طوله 350 كيلو متر، وهو ما يمثل خطوة هامة في مشروع قناة السويس الجديدة على قضبان والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع الصين، وعقب صدور هذا القرار شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية هجوما حادا على مصر  حيث أن ميناء طابا والذي يواجه مباشرة ميناء إيلات سوف يقضي على حلم إسرائيل في إنشاء قناة بن جوريون الإسرائيلية والتي تربط خليج العقبة بالبحر المتوسطلمنافسة قناة السويس والاستحواذ على التجارة بين أسيا وأوروبامن خلال شق قناة تربط ميناء إيلات على البحر الأحمر بميناء عسقلان على البحر المتوسط، وبالقطع فإن تنفيذ خط طابا العريش سوف يقضي على مشروع إسرائيل، خاصة وأن مصر تسابق الزمن لإنهاء المشروع وهي متقدمة بسرعة مذهلة في خطوات التنفيذ، حيث انتهت من أصعب جزء في المشروع وهو إنشاء الكباري المتحركة الضخمة فوق قناة السويس، بالإضافة إلى السكة الحديد التي يتوقعافتتاحها في احتفالات أكتوبر هذا العام بين طابا والعريش، بالإضافة إلى أنه يتم الآن تطوير ميناء العريش، وأخيرا إعلان قرار الرئيس بإنشاء ميناء طابا على الحدود مع إسرائيل كآخر مراحل المشروع، وبلا شك أن هذا المشروع الضخم قد جُن له جنون إسرائيل لأنه يمثل تجسيدا حقيقيا لجهود التنمية الشاملة في شيه جزيرة سيناء والتي كانت حتى وقت قريب مطمعا لإسرائيل، وبهذا المشروع يزداد صلابة الحاجز الجغرافي بين مصر وإسرائيل وهو ما يصيب أحلامها بالتوسع في مقتل. لقد أنهى الرئيس السيسي كل مخططات إسرائيل وأطماعها في سيناء، بعد أن استطاع من قبل تعديل اتفاقية السلام ونقل قوات عسكرية مصرية بأعداد كبيرة في سيناء وصلت لأقصى الحدود الشرقية لأول مرة بعد معاهدة السلام مع إسرائيل في 1979، بالإضافة إلى مشروعات ربط سيناء بالدلتا ووادي النيل من خلال مجموعة من الأنفاق أسفل قناة السويس بالإضافة إلى كباري الفردان الجديدة فوق قناة السويس، وهذا ما يتيح إمكانية نقل قوات إضافية هائلة من الجيش المصري إلى سيناء في ساعات قليلة، ثم نجد أن الرئيس السيسي قد تلقى مؤخرا اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد الأزمة التي افتعلها ترامب بمحاولة الضغط على مصر لقبول ترحيل الفلسطينيين في غزة إلى سيناء، وكما أعلنت الرئاسة أن الحوار كان إيجابيا حول عدد من القضايا أبرزها أهمية الاستمرار في تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتعزيزه، وإصرار الرئيس السيسي على التأكيد لترامب على التوصل إلى اتفاق سلام دائم وتاريخي ينهي حالة الصراع القائمة بالمنطقة بين اسرائيل والفلسطينيين، بالإضافة إلى اعتراف ترامب بدور مصر المحوري في تسليم الرهائن، ثم كان أن تلقى الرئيس من ترامب دعوة لزيارة واشنطن ولقاءه بالبيت الأبيض، بينما دعا الرئيس السيسي ترامب لزيارة مصر للمشاركة في احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير... كل ذلك يعني باختصار أن مصر تتمتع بقائد شجاع يجيد ترويض السياسة العالمية وأباطرتها المتغطرسين لصالح مصر وشعبها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق