الحل الوحيد لعودة الاستقرار إلى المنطقة يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية من خلال تفعيل حل الدولتين. وهذه هي الرؤية المصرية الثابتة التي لا تتغير التي تعلقها مصر أمام العالم أجمع وآخرها في الاتصال التليفوني الذي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من الرئيس الأمريكي ترامب وتاريخيا لعبت مصر دورا محوريا في تشكيل مسار القضية الفلسطينية، وتسعى دائما لإيجاد حل عادل وشامل يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1 يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن.
وتتبني مصر دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وسعت مصر على مر السنين إلى بلورة رؤية واضحة المعالم الإقامة الدولة الفلسطينية، تقوم على أساس حل الدولتين، وضرورة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى اتفاق سلام نهائي وقد تجسدت الجهود المصرية في العديد من المحطات المهمة خلال العقود الماضية.
ولا تزال مصر تواصل جهودها الدموية لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتؤكد ضرورة تجميد الاستيطان الإسرائيلي، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية باعتبارها أساسا لأى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وتؤمن مصر بأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هي حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وأن تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني لن يؤدى إلا إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار.
إن إقامة الدولة الفلسطينية هي مفتاح السلام في الشرق الأوسط، وقد آن الأوان للتوصل إلى حل عادل ودائم، وهذا الحل يبدأ بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وإقامة الدولة حق للشعب الفلسطيني، بل ضرورة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. فالفلسطينيون هم شعب يستحق أن يعيش في سلام وأمان، وأن يتمتع بحقوقه كاملة كأى شعب آخر في العالم. وإقامة دولتهم المستقلة هي الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف، كما أن إقامة الدولة الفلسطينية هي مصلحة إسرائيلية أيضا، فإسرائيل لا يمكن أن تعيش في سلام وأمان طالما أنها تحتل أراضي شعب آخر، وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة سيؤدى إلى تحسين العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
إن إقامة الدولة الفلسطينية، أيضا مصلحة للمجتمع الدولي بأسره، فالشرق الأوسط منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة للعالم، والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي هو أحد العوامل التي تزعزع الاستقرار في المنطقة لذلك فإن تحقيق السلام في الشرق الأوسط هو مصلحة دولية وإقامة الدولة الفلسطينية هي خطوة ضرورية لتحقيق هذا السلام.
إن المجتمع الدولي أدرك منذ فترة طويلة أن حل الدولتين هو الحل الوحيد. وقد صدر العديد من القرارات الدولية التي تؤكد هذا الحل وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، إلا أن هذه القرارات لم تنفذ حتى الآن بسبب تعنت إسرائيل ورفضها الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
إن إقامة الدولة الفلسطينية ليست مستحيلة، بل هي ممكنة إذا توافرت الإرادة السياسية، وإذا تدخل المجتمع الدولي بجدية للضغط على إسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية، وتؤمن بأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقه في إقامة دولته المستقلة، وأن المجتمع الدولي يجب أن يضطلع بمسئولياته لتحقيق هذا الهدف.
ولا بد على جميع الأطراف المعنية أن تعمل بجدية لتحقيق هذا الهدف والتوصل إلى حل عادل ودائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويحقق السلام والأمن للجميع. وهذه هي رؤية مصر الثابتة التي لا تتغير، وستظل مصر متمسكة بهذا الموقف حتى يتحقق حق إقامة الدولة الفلسطينية ولن تنفع أي مؤامرات للصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية، بل ستظل هي محور اهتمام مصر حتى ينال الفلسطينيون حقهم المسلوب والضائع.
0 تعليق