في وقت حساس للمنطقة، أرسل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وفداً إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تحذيرات من حركة حماس بشأن احتمال انهيار الاتفاق بسبب مماطلة إسرائيل.
وتعد هذه الزيارة جزءاً من جهود إسرائيل لتمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، والتي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
حماس تحذر من فشل الاتفاق
من جانبه، حذر باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، من أن المماطلة الإسرائيلية في الالتزام ببنود الاتفاق قد يعرضه للانهيار.
وقال نعيم: "ما نراه من مماطلة وعدم التزام بتنفيذ المرحلة الأولى يعرض الاتفاق للخطر، وبالتالي قد يتوقف وقد ينهار."
وأضاف أن الحركة لا ترغب في العودة إلى الحرب التي اندلعت منذ الهجوم الذي شنته إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
ورغم التحذيرات، أكد نعيم أن حماس لا تزال مستعدة للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
إسرائيل تطمح في تمديد المرحلة الأولى
من جانبها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يسعى لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار لأطول فترة ممكنة.
وقد أرسل نتنياهو وفداً إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات، لكن هيئة البث الإسرائيلية أفادت بأن الوفد لن يكون مخولاً بمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق.
وبحسب الهيئة، فإن التفويض الذي منحته الحكومة الإسرائيلية للوفد هو لمناقشة استمرار المرحلة الأولى فقط، وهو ما يزيد من القلق حول المفاوضات المستقبلية.
مفاوضات وقف إطلاق النار: وضع غير مستقر
وكان من المقرر أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في 15 فبراير الماضي، أي بعد مرور 16 يوماً على سريان الاتفاق.
لكن التقارير تشير إلى أن الوفد الإسرائيلي، الذي يتضمن منسق شؤون الأسرى والمفقودين العميد جال هيرش، ونائب رئيس جهاز الشاباك السابق، لن يلتزم بتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بدون القضاء على حركة حماس.
هذه التصريحات تثير الشكوك حول نية إسرائيل في الالتزام الكامل بالاتفاق، ما قد يهدد استقرار المنطقة في وقت حساس.
الوساطة الدولية
تتم الوساطة بين إسرائيل وحماس بوساطة من مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات بين الجانبين بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، وسط دعوات دولية لتحقيق تقدم ملموس ووقف العنف في قطاع غزة.
في الوقت نفسه، تؤكد حركة حماس أن إصرارها على العودة إلى طاولة المفاوضات لا يزال قائماً، بشرط أن تلتزم إسرائيل بتنفيذ الاتفاق.
الخوف من العودة للحرب
في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بالمفاوضات، تبقى احتمالية انهيار الاتفاق قائمة، مما قد يجر المنطقة مجدداً إلى دائرة العنف.
ومع تحذيرات حماس من العودة للحرب، تزداد الضغوط على جميع الأطراف من أجل الالتزام بالاتفاقية التي تهدف إلى إنهاء القتال بين الطرفين، على أن تستمر المفاوضات لبدء المرحلة الثانية من الاتفاق في الأيام المقبلة.
من الواضح أن المفاوضات التي تجري حالياً بين إسرائيل وحماس تمر بمرحلة حرجة، ويعتمد استقرار الاتفاق على التزام جميع الأطراف بالبنود المتفق عليها.
ومع استمرار الوساطة الدولية، يظل الأمل في التوصل إلى حل دائم للهدوء في غزة، رغم التحديات والعقبات التي تواجه عملية التفاوض.
0 تعليق