بعد معركة دامية استمرت 3 أيام بين قوات الأمن الخاصة والمجرمين في مركز ساحل سليم في محافظة أسيوط، قتل المسجل خطر محمد محسوب وأعوانه.
تعود جذور القضية إلى عام 2011، عقب ثورة يناير، حينما استغل محسوب وعصابته حالة الانفلات الأمني في مركز ساحل سليم، وكونوا بؤرة إجرامية متخصصة في تجارة المخدرات والأسلحة، وفرضوا نفوذهم على القرية. على مدار السنوات الماضية، فشلت عدة محاولات أمنية للقبض عليه، بسبب الطبيعة الجغرافية للقرية، حيث تنتشر الزراعات وأشجار الفواكه التي استخدمها المطلوبون للاختباء.
مع استمرار نشاط محسوب وأعوانه، وتكرار عمليات إطلاق النار العشوائي، اندلعت خلافات مع إحدى العائلات بسبب شراء منزل، ما زاد من حالة التوتر. في ظل هذه التطورات، قررت أجهزة الأمن إنهاء خطر هذه البؤرة الإجرامية بشكل حاسم.
أصدر اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، تعليماته بتوجيه حملة أمنية مكثفة، بقيادة اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، واللواء عصام غانم، وكيل مباحث الوزارة، واللواء محمد عزت، مدير المباحث الجنائية، إلى جانب قوات من الأمن المركزي، والأمن العام، وأكثر من 600 ضابط ومجند من قوات مكافحة الشغب.
فرضت قوات الشرطة حصارًا مشددًا على القرية، وأغلقت جميع المداخل والمخارج، كما نشرت القوات وسط الزراعات، لمنع أي محاولات هروب.
استمرت المواجهات المسلحة بين الطرفين لمدة ثلاثة أيام، وأسفرت عن مقتل نجل محسوب وشقيقه وأحد أعوانه، بالإضافة إلى إصابة أحد أفراد العصابة. كما أصيب أحد الضباط بطلق ناري في قدمه خلال الاشتباكات.
بعد مقاومة شرسة، تمكنت قوات الأمن من اقتحام منازل المتهم وأعوانه الثلاثة، وهدمت الأسوار الخرسانية التي تحصنوا بها، لتضع بذلك حدًا لسنوات من الإرهاب في المنطقة. وبحسب مصدر أمني، فقد نجحت القوات في القضاء على البؤرة، مع ضمان خروج النساء والأطفال بشكل آمن.
بهذه العملية، أسدل الستار على أحد أخطر المطلوبين في أسيوط، لتؤكد الأجهزة الأمنية قدرتها على فرض سيادة القانون، وإنهاء تهديدات الخارجين عنه.
وأوضح بيان لوزارة الداخلية أن البؤرة الإجرامية ضمت 8 عناصر شديدة الخطورة يتزعمهم المدعو محمد محسوب والذي يطلق على نفسه "خط الصعيد الجديد" ومتهم في عدد 44 جناية ما بين مخدرات وقتل وسلاح وسرقة بالإكراه وحريق عمدي وإتلاف ومحكوم عليه بالسجن والسجن المؤبد بمدد بلغت 191 سنة.
كما ضمت البؤرة الإجرامية عناصر محكوم عليها بالسجن والسجن المؤبد في جنايات قتل وشروع في قتل ومخدرات وسلاح وسرقة بالإكراه، أحدهم بلغت مدد سجنه 108 سنة.
وأشارت التحريات إلى اختباء عناصر البؤرة بالمناطق الجبلية وترددهم في أوقات متباينة على أحد المباني قاموا بإنشائه وتحصينه بخنادق ودشم بقرية العفادرة بمنطقة ساحل سليم في محافظة أسيوط.
وأكد بيان وزارة الداخلية أنه عقب تقنين الإجراءات تم استهدافهم بمشاركة قوات من قطاع الأمن المركزي حيث بادروا بإطلاق النيران تجاه القوات مستخدمين الأسلحة النارية "أر بي جي وقنابل f1 وبنادق آلية".