خليج نيوز

(الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) خليج نيوز

علي رضا الجعفري

الجمعة 07/مارس/2025 - 04:56 م 3/7/2025 4:56:16 PM

بهذه العبارة الخالدة من خالد الذكر علي بن أبي طالب (ع) باب مدينة العلم وربيب اشرف الخلق ﷺ التي أرسى بها اهم القواعد الأنسانية وهي عدم التمييز والتفاضل والتفاوت الطبقي والاجتماعي والعرقي ولا يكون صاحب لون او مال افضلية على أخيه من البشر فالكل من أصل واحد ونظراء في الخلقة، وبهذا قد وضع الامام الأسس للمجتمع الصحي المعافى بعيدا عن الفوارق الإجتماعية والتمييز والانتقاص من القيم الانسانية، وهذا ما دعى الأمين السابق للأمم المتحدة  كوفي عنان لقوله يجب أن تعلق هذه العبارة على كل المنظمات الدولية وهي عبارة يجب ان تنشدها البشرية. وبعد اشهر من قوله اقترح ان تكون

 

هناك مداولة قانونية حول كتاب  علي للأشتر واعتمدت الأمم المتحدة الرسالة كونها من أول الرسائل القانونية التي تحدد الواجبات بين الدولة والشعب، ولقد دافع الامام علي (ع) على حق الانسان في الحياة بإعتباره حق مقدس وان الاعتداء عليه هو من اكبر الكبائر بغير موجب شرعي وان سفك الدماء ببرودة واستسهال يؤدي بالحياة الى الفناء، فهو يقول في عهده الى مالك الأشتر حين ولاه مصر ( إياك والدماء وسفكها بغير حق فإنه ليس شيء أدعى لنقمة ولا أعظم لتبعة ولا أحرى بزوال نعمة وإنقطاع مدة من سفك الدماء بغير حق وان هذا الحق في الحياة لا يتم دون الحرية، فهو هو القائل  (ايها الناس ان أدم لم يلد عبدا ولا أمة وأن الناس كلهم أحرار ولكن الله خول بعضكم بعضا ولست أرى ان أجبر أحدا على عمل يكرهه والله إن نعلي هذا أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا) وقد كان 

 

االإمام (ع) شغله الشاغل أن يعيش الناس بكرامة دون منة من أحد، ودعى عماله في البلاد بأن يعطي الناس كفايتهم من بيت المال تحقيقا للإستقرار الإجتماعي وضمان عيشة وحياة كريمة للفقراء والمحتاجين والذين لهم حق في أموال الأغنياء، فقال لمالك الاشتر ( واحفظ الله ما استحفظك من حقه فيهم وقسما من بيت مالك وقسما من غلات الإسلام في كل بلد)، حتى حق اليتامى والمسنين تكفله وتعهد به عندما قال للأشتر ( وتعهد أهل اليتم وذوي الرقة في السن ممن لا حيلة لهم )، وإن من حقوق الحياة هي الحفاظ على البيئة وكوكب الأرض فهو القائل ( اتقوا الله في عباده فإنكم مسؤولون حتى على البقاع والبهائم وأن الله فرض في أموال الأغنياء قوت للفقراء فما جاع فقير إلا بما متع به غني والله سائلكم عن ذلك)، وتحدث عن التجار وحقهم قائلا ( ثم استوصي بذوي التجار والصناعات فإنهم مواد 

 

المنافع وأسباب المرافق وجُلابها من المباعد والمطارح وتفقد أمورهم بحضرتك وفي حواشي بلادك وليكن البيع بيعًا سمحا بموازين عدل وأسعار لا يحجف بالفريقين من البائع والمبتاع فمن قارف حكرة بعد نهرك إياه فنكل به وعاقبه في غير إسراف ولا تطولن إحتجابك عن رعيتك فالإحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبو دونه فيصغر عندهم الكبير ويعظم عندهم الصغير ويقبح الحسن ويُحسن القبيح ويُشاب الحق بالباطل وإنما الوالي بشر لا يعرف ما توالى على الناس به من أمور. كل هذه الحقوق هي بعض ما أوصى بها أمير المؤمنين (ع) والتي أكدت على عظمة الدين الإسلامي وعالميته من خلال هذه القيم التي عالجت قضايا حقوق الإنسان والدفاع عنها والتي يتفاخر بها الغرب علينا الآن. 

 هذه بعض مقتطفات من رسالة أمير المؤمنين عليه السلام ألى مالك الأشتر رضي الله عنه 

وان شاء الله نتعرض لمقتطفات أخرى منها مستقبلا.

أخبار متعلقة :