سيشهد الجزائريون مساء اليوم الثلاثاء، وبعد غروب الشمس مباشرة، ظاهرة فلكية فريدة بسماء الجزائر، حسب ما أعلن عنه مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء.
حيث ستظهر سبعة كواكب من نظامنا الشمسي في مشهد استثنائي، مع إمكانية رؤية كواكب عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل بالعين المجردة، بينما يمكن رؤية أورانوس ونبتون باستخدام التلسكوب.
وعلى الرغم من أن الكواكب لن تظهر مصطفة تمامًا في خط مستقيم، إلا أنها ستتجمع في نفس المنطقة من السماء، مما سيخلق مشهدًا خلابًا وفريدًا. يُطلق على هذه الظاهرة اسم "موكب الكواكب"، وهي نادرة للغاية، إذ تشير وكالة ناسا إلى أنها تحدث بمعدل مرة واحدة فقط كل 150 عامًا. ولذلك فإن هذا الحدث الفلكي لن يتكرر قبل 19 مايو 2161!
وتعد هذه الظاهرة نتيجة لدورات الكواكب المدارية المختلفة. على سبيل المثال، يكمل كوكب عطارد مداره حول الشمس في 88 يومًا فقط، بينما يستغرق كوكب المشتري 12 عامًا لإكمال مداره. وهذا التناغم بين الحركات المدارية يجعل هذه الأحداث الفلكية نادرة جدًا وجديرة بالملاحظة.
كما يُنصح بالابتعاد عن مصادر التلوث الضوئي ومراقبة السماء مباشرة بعد غروب الشمس. للإستمتاع بالمشهد وإذا كنت تمتلك تلسكوبًا صغيرًا، ستتمكن من رصد كوكبي أورانوس ونبتون. كما يمكنك استخدام تطبيقات مجانية مثل Stellarium أوSkyWalk أو SkyMapلتحديد مواقع الكواكب بدقة، مما يجعل التجربة أكثر سهولة ومتعة. إنها فرصة رائعة لمشاركة هذه اللحظات المميزة مع العائلة والأصدقاء.
لم تكن مثل هذه الظواهر مصدر إلهام لعلماء الفلك الحديثين فقط، بل أثرت أيضًا على معتقدات وتقاليد الحضارات القديمة، حيث اعتُبرت في كثير من الأحيان إشارات سماوية أو نذائر لأحداث مهمة. أما اليوم، فهي تمثل مصدر إلهام يذكرنا بعظمة الكون وتقدم العلوم التي ساعدتنا على فهم نظامنا الشمسي واستكشاف عوالم بعيدة.