حقّق العرض الكبير الذي تشهده أسواق اللحوم الحمراء في الجزائر ، انخفاضات بارزة في الأسعار ، وصلت إلى نسبة ترواحت بين 35 إلى 40 % مقارنة بالشهور الماضية ، وذلك أمام إستمرار عمليات الإستيراد من الدول التي اعتمدتها الجزائر في تصدّير اللحوم الحمراء الطازجة والمبردة والبيضاء المجمدة، إليها لضبط الأسعار والتحكم في أسواق اللحوم.
وكشفت مصادرٌ مهنية ، أنّ أسعار اللّحوم الحمراء في الأسواق الجزائرية ، بدأت تُسجّل انخفاضا مهما في المحلات الكبرى ، الأسواق الممتازة والفضاءات التجارية المعتمدة ، بهبوطها تحت عتبة ألف دينار للكيلوغرام ، إذ يتراوح سعر " الهبرة " على وجه الخصوص بين 580 دج و 750 دج ، مؤكدة أن عمليات الإستيراد المستمرة بدأت تُعطي أكلها ، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى ، مبرزا أن لحم البقري المُستورد من دولة البرازيل "بدون عظم" تراجع بشكل لافت وفقد حوالي 150 إلى 200 في الكيلوغرام الواحد، بعدما بلغ في الشهور الماضية ، 900 دج إلى 1100 دج ، مرجحة أن يتواصل هذا الإنخفاض البارز في المستقبل .
و ساهمت زيادة العرض في الأسواق الممتازة تحديداً في تراجع الأسعار و انخفاض الطلب عليه في آن واحد ، بسبب الكميات الهائلة للحوم الحمراء المُستوردة المعروضة و كذا زيادة المنافسة بين الموردين ، وسط توقعات بهبوط آخر للأسعار ، أمام تواصل الإستيراد إلى غاية 31 ديسمبر 2025 ، بحسب ما تنصه المادة 180 من قانون المالية ، ضمن مساعي الدولة بحماية القدرة الشرائية و خفض أسعار هذه المادة الضرورية على مائدة الجزائريين .
وأدى التنافس الكبير في أسواق اللحوم الحمراء المُستوردة ، إلى تراجع الأسعار من أسبوع إلى آخر ، بحيث انخفض سعر " لحم البقري " من الفترة الأخيرة " 1 إلى 8 ماي الجاري " من 700 إلى 600 دينار جزائري ، وذلك نتيجة لتوفر العرض، خاصة بعد دخول كميات معتبرة من اللّحوم إلى مدن الوطن ، كما ساهم هذا التراجع في نوعية ذات اللحوم ، أيضا في أسعار اللحوم المحلية ، خاصة بعد قرار وزير التجارة بتسقيف الأسعار ، إذ شهدت أثمان لحوم " الغنم " ، تراجع نسبيا من 3000 دج إلى 2500 دج وهبوط " البقري المحلي" إلى مستوى 1600 دج .
واعتبر ناشطون في منظمات حماية المستهلك ، أن هذا التراجع يعتبر " انتصارا" للمواطن الجزائري ، الذي استعاد هذا الغذاء المهم على مائدته ، في انتظار دخول شحنات جديدة من اللحوم من البرازيل و اسبانيا في قادم الأيام التي تسبق عيد الأضحى ، موازاة مع إرتفاع عمليات إستيراد الأضاحي عبر موانئ الوطن. وبرأي الكثير من المُختصين ، أنّ المزايا الإيجابية التي حملها قانون المالية 2025 ، الذي أفرد حيزا مهما للجوانب الإجتماعية وحماية القدرة الشرائية للمواطن ، وجوانب أخرى لها علاقة بتحسين المعيشة، وتحقيق استقرار في الأسعار، منها إعفاء إستيراد اللحوم الحمراء والبيضاء ، كانت سبّبا مباشرا في هذا التراجع في أسعار اللحوم التي صارت في متناول الجزائريين .
ومعلوم أنّ الجزائر أصبحت واحدة من أبرز مُستوردي لحوم البقر من البرازيل، حيث سجّلت تطورًا ملحوظًا في حجم الواردات خلال العام 2025 .
