تراهن السلطات العمومية ، على مشروع الرصيف المنجمي الجديد بميناء عنابة ، لمُضاعفة الصادّرات الجزائرية خارج المحروقات ، وذلك بعد اعتماد الجزائر مقاربة جديدة لتحصيل الإيرادات المالية بتنويع الصادّرات وتعزّيز القدرات الإنتاجية في الصناعات المنجمية .
و بحسب ما أفاده مدير المشروع بالوكالة الوطنية لإنجاز المنشآت المينائية، محمد مهدي يونسي، فإنّ أشغال هذا المشروع الإستراتيجي الذي يمثّل المنفذ الرئيسي لمشروع الفوسفات المدمج في شرق الجزائر، تسير بوتيرة جدّ مُتسارِعة وفق الآجال التعاقدية ، بما في ذلك تسييج الموقع، إقامة قاعدة حياة، وردم المناطق المغمورة وتحضير الأرضية باستخدام تقنيات جيو-تقنية متقدمة .
وكشف هذا الأخير ، أنّ السلطات المحلية في عنابة تعمل بالتنسيق مع الشركات المُنجزة الجزائرية والصينية، على غرار شركة الصين لهندسة الموانئ (CHEC)، كوسيدار للأشغال العمومية (COSIDER TP)، والشركة الوطنية المتوسطية للأشغال البحرية “ميديترام” ،لأجل ضمان تسليم المشروع بحلول عام 2026، بحيث سمحت التسهيلات التي منحها الوالي عبد القادر جلاوي من خلال رفع العراقيل وتقديم الدعم اللازم برفع وتيرة الأشغال بوتيرة الأشغال ، بما في ذلك تعزّيز إنتاجية المحاجر المحلية لتلبية الاحتياجات المتزايدة من المواد الإنشائية.
وتوقّع محمد مهدي يونسي ، أن يكون المشروع ، قيمة مُضافة من خلال مساهمته في مُضاعفة صادّرات المُنتجات الفوسفاتية المكررة ، مما يعزّز موقع ميناء عنابة كقاعدة رئيسية للصادّرات الجزائرية خارج المشتقات النفطية ، كما سيسمح هذا المشروع بتوفير فرص عمل كبيرة، إذ يعمل حاليًا نحو 500 عامل، إضافة إلى فرص تشغيل جديدة ستتاح عند تشغيل الرصيف المنجمي. و تمّ إطلاق المشروع في عام 2024 ضمن خطة متكاملة لاستغلال ثروات منجم الفوسفات بمنطقة بلاد الحدبة بولاية تبسة.
ويمتدّ الرصيف على مساحة 82 هكتارًا، ويبلغ طوله 1600 متر بعمق 16 مترًا، ما يسمح باستقبال البواخر ذات الحجم الكبير ،كما يشمل المشروع بناء كاسرة أمواج بطول 1400 متر ومنشآت مينائية أخرى. كما يشمل هذا المخطط ربط المنجم برصيف ميناء عنابة عبر خط سكة حديديّة على طول 422 كيلومترًا ، و الذي يربط 5 ولايات تبسة ، سوق أهراس ، قالمة ، الطارف و عنابة ، في سياق تنفيذ إستراتيجية السلطات العليا للبلاد، لمد خطوط السكك الحديدية ، لاسيما تلك الخاصة بنقل البضائع لما لها من مساهمة كبيرة في تحقيق الأمن الغذائي والإقلاع بالإقتصاد الوطني وتنويعه، خاصة أن هذا الخط خُصص لنقل مادة الفوسفات والإنتاج المنجمي.
0 تعليق