أصيل محمد بن فرحات _ أكد عمار بن جامع، مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة والرئيس الدوري لمجلس الأمن لشهر جانفي، رفض الجزائر القاطع للمزاعم التي يروجها الاحتلال الإسرائيلي بشأن استخدام المستشفيات في غزة لأغراض عسكرية. واعتبر أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، مشدداً على ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن موقفًا حازمًا يدعو إلى وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، معتبراً أن هذا هو الحل الوحيد لوقف التدهور المستمر للوضع في المنطقة.

وشدد بن جامع على أن العدوان الإسرائيلي المستمر ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، يهدف إلى تحقيق هدف مقلق ومشؤوم، وهو دفع الفلسطينيين إلى الخروج من أراضيهم عبر سياسة تطهير عرقي واضحة. وأوضح أن هذه الهجمات تمثل تهديدًا مباشرًا لوجود الفلسطينيين في وطنهم، وأن الوضع الإنساني في القطاع بلغ مستويات خطيرة.

وفيما يتعلق بالآثار المدمرة التي خلفتها الهجمات الإسرائيلية على النظام الصحي في غزة، أكد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على نتائج كارثية لهذه الاعتداءات. وأشار إلى أن 136 ضربة جوية استهدفت على الأقل 27 مستشفى و12 مرفقًا طبيًا آخر، مما أسفر عن خسائر كبيرة في المنشآت الصحية والبنية التحتية. وقد تسببت الهجمات في تعطيل 53% من المستشفيات، مما أدى إلى إغلاق العديد من المرافق الطبية التي كانت تقدم خدمات حيوية لآلاف المدنيين.

ومن ضمن الأرقام المروعة التي كشف عنها مكتب حقوق الإنسان، أفاد بأن 138 مركزًا صحيًا للإسعافات الأولية لم يعد يعمل بالكامل سوى 6 مراكز فقط، فيما تضررت 130 سيارة إسعاف، مما زاد من تعقيد الوضع الصحي في القطاع. وأوضح أن 1057 من العاملين الصحيين قد استشهدوا خلال هذه الهجمات، فيما يوجد أكثر من 14 ألف مريض بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل إلى الخارج.

كما أكد عمار بن جامع أن القانون الدولي يضع حماية المستشفيات ووسائل النقل الطبي كأولوية لا تقبل النقاش. وأشار إلى أن هذه الوحدات الطبية يجب أن تتمتع بالحماية في جميع الأوقات، وأنه لا يجوز أن تكون هدفًا للهجمات العسكرية، وفقًا لما تنص عليه القوانين الدولية الإنسانية.

وفي ختام تصريحاته، شدد المندوب الجزائري على أن الوقت قد حان لمجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسؤولياته في هذا الشأن، واتخاذ خطوات جادة لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين الفلسطينيين من العنف المستمر.