أصيل محمد بن فرحات _ شهد مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الإثنين، حادثة دبلوماسية بارزة، حيث تم طرد سفير الكيان الصهيوني لدى إثيوبيا من قاعة “مانديلا” التي احتضنت اجتماعًا سنويًا للهيئة القارية، وذلك بعد رفض واسع من الدول الأعضاء لمشاركته.
وأفادت مصادر إعلامية أن حضور السفير الصهيوني جاء بشكل مفاجئ وغير مبرمج، مما أثار احتجاجًا حادًا من عدة دول أعضاء، خاصة في ظل استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وتصاعد الانتهاكات والجرائم المرتكبة في قطاع غزة، والتي وصفها عدد من المشاركين في الاجتماع بـ"سياسات إبادة ممنهجة".
الحادثة وقعت خلال اجتماع مخصص لمناقشة الإبادة الجماعية في رواندا، وهو ما اعتبره ممثلو بعض الدول مفارقة فاضحة، إذ لا يمكن السماح لممثل كيان متهم بارتكاب إبادة في فلسطين، بالمشاركة في نقاش حول الإبادة الجماعية في إفريقيا.
وأكدت المصادر ذاتها أن الاتحاد الإفريقي فتح تحقيقًا داخليًا لمعرفة الجهة التي وجهت الدعوة إلى السفير الصهيوني دون علم أو موافقة الجماعة القارية، خاصة وأن صفة مراقب التي حصل عليها الكيان في عام 2021 قد أُلغيت لاحقًا، إثر اعتراض رسمي من عدد من الدول الأعضاء التي رأت أن قبوله كمراقب يناقض ميثاق الاتحاد، بالنظر إلى استمرار احتلاله للأراضي الفلسطينية.
تجدر الإشارة إلى أن صفة المراقب في الاتحاد الإفريقي لا تمنح أصحابها حق التصويت، لكنها تتيح لهم حضور الاجتماعات والمشاركة في المناقشات. وكانت دولة فلسطين أول من حصل على هذه الصفة في عام 1973، وتحظى بدعم قوي وتاريخي من معظم الدول الإفريقية.
وتأتي هذه الخطوة كتأكيد جديد على موقف القارة الإفريقية الثابت في دعم القضية الفلسطينية، ورفض التطبيع مع كيان يمارس سياسات استعمارية تتعارض مع قيم ومبادئ الاتحاد الإفريقي.
أخبار متعلقة :