ذكر موقع "The National Interest" الأميركي أن "الجيش الروسي يعاني من نقص الجنود ذوي الخبرة، مما يضطر موسكو إلى الاعتماد على القوات المتعاقدة لدعم "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا. وفي أحدث تقدير استخباراتي لها عن الحرب في أوكرانيا، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن "القادة العسكريين الروس "يجبرون" الرجال الذين تم تجنيدهم في عام 2022 على توقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية المستقلة فيرستكا". وأضافت الوزارة "بينما يقال إن العقود الممنوحة للجنود الروس لها تواريخ انتهاء رسمية، فإن التقارير تشير إلى أنها قد تستمر إلى أجل غير مسمى، مع تهديد أولئك الذين يرفضون التوقيع بإرسالهم إلى هجمات "مفرمة اللحم" مع معدلات بقاء منخفضة تصل إلى 10 في المائة".
Advertisement
وبحسب الموقع، "أظهر الكرملين قدرات مذهلة في توليد القوة. على سبيل المثال، في العام الماضي، خسر الجيش الروسي والوحدات شبه العسكرية والقوات الانفصالية الموالية لروسيا ما يقرب من 400 ألف رجل بين قتيل وجريح في القتال. ومع ذلك، تمكن الكرملين من استبدال هؤلاء الرجال من خلال مخططات تجنيد مختلفة. ومع ذلك، فإن مثل هذه المستويات العالية من الاستنزاف تأتي بتكلفة. فالجيش الروسي لا يملك أعدادًا كافية من القوات ذات الخبرة، وهذا الافتقار إلى المحاربين القدامى والقوات المحترفة يعني أن القادة العسكريين الروس أكثر تقييدًا في تصرفاتهم في ساحة المعركة. على سبيل المثال، لا يستطيع الجيش الروسي إجراء عمليات فعالة واسعة النطاق بالأسلحة المشتركة، أي باستخدام المدفعية والقوة الجوية والقوات البرية معًا".
وتابع الموقع: "وفقًا لوزارة الدفاع البريطانية، "إن الجهود الروسية لإرغام الجنود على توقيع عقود غير محددة من المرجح أن تكون مدفوعة جزئيًا بنقص الجنود ذوي الخبرة، حيث تكبدت روسيا ما يقرب من 860 ألف قتيل وجريح منذ غزو أوكرانيا في عام 2022. وقد أدى هذا إلى استنزاف شديد لعدد الأفراد الروس الذين لديهم مستويات أكثر من بدائية من التدريب". والواقع أن الجيش الروسي عالق حاليا في حلقة مفرغة. ذلك أن استراتيجية الاستنزاف التي ينتهجها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعني أن القادة الروس مضطرون إلى الحفاظ على الضغط الهجومي عبر قطاعات متعددة من خط التماس. وقد نجحت هذه الاستراتيجية إلى حد ما. فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، استولت القوات الروسية على مئات الأميال المربعة من الأراضي الأوكرانية، وإن كان ذلك على حساب مئات الآلاف من الجنود القتلى والجرحى".
وأضاف الموقع: "من ناحية أخرى، تعني هذه الاستراتيجية الاستنزافية أن القوات لا تحصل على فرصة اكتساب خبرة قتالية قيمة في ساحة المعركة لأن النموذج بأكمله يقوم على تبادل الرجال مقابل الأراضي. وعلاوة على ذلك، قد يواجه الجيش الروسي انتكاسات خطيرة إذا تمكن الأوكرانيون من شن هجوم مضاد واسع النطاق. من المؤكد تقريبًا أن القيادة الروسية ترى مثل هذه التدابير على أنها تقلل من المتطلبات المحتملة لمزيد من التعبئة غير الشعبية محليًا. بعد إعلان بوتين عن التعبئة الجزئية في عام 2022، اختار مئات الآلاف من الشباب الروس المتعلمين مغادرة البلاد بدلاً من المشاركة في الغزو الروسي، وقد ساهم هذا بشكل كبير في الصعوبات الطويلة الأجل لسوق العمل في روسيا".
وختم الموقع، فإنه "من الأهمية بمكان أن نلاحظ أن قدرة روسيا على إرسال عدد أكبر من الرجال إلى ساحة المعركة مقارنة بأوكرانيا كانت السبب الرئيسي وراء نجاحها في الصراع حتى الآن. وإذا فقدت موسكو قدرتها على حشد عدد كاف من المجندين لتعويض خسائرها، فقد تتجه الحرب نحو منعطف سلبي بالنسبة للكرملين".