Advertisement
وبحسب الشبكة، "إن التفاؤل الحذر الذي نشأ بعد موافقة إسرائيل وحماس على المقترح الثلاثي المراحل في منتصف كانون الثاني، بناءً على حث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قد تبدد وحل محله اليأس والخوف مما سيأتي لاحقًا. ورغم أن وقف إطلاق النار منح المدنيين على الأرض قسطًا من الراحة التي كانوا بأمسّ الحاجة إليها، إلا أن الحفاظ عليه حتى اكتماله كان صعبًا للغاية. ولأن الاتفاق كان مُهيكلًا على مراحل متعددة، فقد أُجِّلت فعليًا العديد من القرارات السياسية المهمة، من التوصل إلى إجماع بشأن إنهاء الحرب إلى إعادة إعمار غزة وإنشاء سلطة سياسية جديدة تمامًا للقطاع بعد 17 عامًا من حكم حماس، إلى موعد لاحق. إن التقدم الذي أُحرز عندما تبادلت إسرائيل وحماس الأسرى جعلنا واهمين، فحتى ما يُسمى بالجزء السهل لم يخلو من بعض العثرات، إذ أثارت مراسم التسليم التي نظمتها حماس غضبًا شديدًا داخل الحكومة الإسرائيلية، مما دفعها إلى تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المقرر ردًا على ذلك".
وتابعت الشبكة، "في النهاية، لم يكن الاتفاق ليصمد إلا بقدر ما أراده نتنياهو. وكان الأخير يريده أن يصمد فقط طالما استطاع تجنب النقاشات حول إنهاء الحرب بشكل دائم، وهو أمر لن تتسامح معه حماس أبدًا. بل إنه حتى قبل انتهاء المرحلة الأولى، رفض نتنياهو السماح بمفاوضات المرحلة الثانية، وهو ما يُعد انتهاكًا فنيًا للاتفاق الذي وقّعه قبل أسابيع. وعندما انتهت المرحلة الأولى، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي تمديد الهدنة بشرط أن تواصل حماس إطلاق سراح الرهائن وتؤجل محادثات إنهاء الحرب. إنما لم تكن هذه الشروط مقبولة لدى الحركة، التي أصرت على تنفيذ إسرائيل لبنود وقف إطلاق النار الأصلي. والنتيجة هي ما نراه يحدث الآن: نهاية دموية كانت مُقدّرة ما دامت إسرائيل وحماس متمسكتين بمواقفهما المتعارضة. أضف إلى ذلك أن ترامب لم يبدُ مهتمًا بشكل خاص بحماية وقف إطلاق النار الذي ساعد في دفعه إلى نهايته، ومن المستبعد جدًا أن يكون نتنياهو قد شعر بإلحاح كبير للالتزام بالشروط في المقام الأول، بل على العكس، فإن استمرار القتال سيعزز مكانته السياسية لدى الأحزاب القومية المتطرفة التي تُعدّ أساسية لبقاء حكومته الائتلافية".
وأضافت الشبكة، "إذاً، ماذا يخبئ المستقبل لصراع سيتجاوز العام والنصف مطلع الشهر المقبل؟ للأسف، التوقعات بعيدة كل البعد عن التفاؤل. يراهن نتنياهو على أن تصعيد الحرب سيجبر قيادة حماس، مع مرور الوقت، على فعل ما لم تفعله خلال الأشهر السبعة عشر الماضية: تسليم سلاحها، وتسريح عناصرها، والانفصال عن غزة تمامًا. بمعنى آخر، الاستسلام التام والكامل. وسواء كان يعتقد حقًا أن هذا ممكن أم لا، فهذا ليس هو المهم. على أي حال، يبدو أن نتنياهو قد حسب أن الحملة العسكرية التي لا تنتهي تخدم مصالحه السياسية، حتى لو جاء ذلك على حساب إحباط المزيد من عمليات إطلاق سراح الرهائن. وبالنسبة للعديد من عائلات الرهائن، فإن هذا يؤكد فقط ما كانوا يشتبهون به منذ فترة طويلة. فالحرب، التي أودت بحياة أكثر من 48000 فلسطيني، ستودي بحياة المزيد في الأيام والأسابيع المقبلة حتى يحدث شيء من هذه الأحداث الثلاثة: إما أن يضغط ترامب على نتنياهو كما فعل في كانون الثاني، أو استئناف محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، أو أن تعترف حماس بالهزيمة بشروط إسرائيل".
وبحسب الشبكة، "السيناريو الأخير يكاد يكون مستحيلاً، لذا لا ينبغي أن نضيع الكثير من الوقت عليه.أما السيناريو الثاني ممكن، ولكن فقط إذا حقق ترامب الأول. من الصعب تصور ذلك الآن. خلال الأسابيع القليلة الماضية، لم يكن الرئيس في مزاج يسمح له بتقييم قرارات نتنياهو، بل تحدث أحيانًا كما لو كان سيوافق تمامًا على أي شيء يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي. قد يكون هذا الأمر معقدًا بسبب خطط السلام الكبرى المزعومة لترامب في الشرق الأوسط، فهو لا يزال يرغب في رؤية إسرائيل والمملكة العربية السعودية توقعان اتفاقية تطبيع في عهده، وهو ما لن يحدث طالما استمرت الحرب في غزة. ولكن نظرًا لطبيعة ترامب المتقلبة وميله إلى النفور من القادة الأجانب الذين لا يتعاونون، لا يمكن للمرء أن يستبعد تمامًا حدوث تحول في نهج ترامب".
وختمت الشبكة، "لا يسعنا إلا أن نأمل أن يأتي هذا التحول قريبًا، لأنه على الأرجح سيكون العامل الوحيد الذي سيعيد نتنياهو إلى المسار الدبلوماسي".