ضبط أكثر من مليوني حبة كبتاغون في شرق سوريا.. لماذا عادت عمليات التهريب؟ - خليج نيوز

عودة عمليات تهريب الكبتاغون في مناطق هشة أمنيا بسوريا

بالرغم من انهيار نظام الأسد الدعم الرئيس لصناعة وتجارة الكبتاغون في سوريا.. وفي ظل تدمير عدد كبير من المصانع واتلاف مئات الأطنان من المواد المخدرة.

إلا أن تجارة الكبتاغون قد عادت إلى الواجهة مجددا، حيث أعلنت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، ضبط كمية ضخمة من الحبوب المخدرة بلغت مليونين و765 ألف حبة كبتاغون بمقاطعة الجزيرة خلال محاولة نقلها إلى القامشلي فضلاً عن اعتقال شخصين من شبكة الترويج.

ضبط أكثر من مليوني حبة كبتاغون في شرق سوريا.. لماذا عادت عمليات التهريب؟

حبوب مخدرة ضبت في القامشلي (رويترز)

عبر تركيا

مصدر كردي قال لاخبار الآن: إن مروجي المخدرات باتوا اليوم في ضيق، بسبب تشديد الخناق عليهم من قبل جميع الأطراف، لذلك باتوا يبحثون عن وسائل نقل جديدة.

وأضاف أن نقل هذه الكمية من الكبتاغون تمت من الأراضي السورية بالتحديد من مدينة تل أبيض إلى تركيا ثم إلى القامشلي وشحنة أخرى إلى العراق.

وأضاف المصدر أن القوات الأمنية في شمال شرق سوريا كانت حاضرة ومراقبة لهذه العملية وأفشلتها.

كمية كبيرة

وقالت القيادة في بيان: “في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها قواتنا في مكافحة المخدرات وحماية أمن واستقرار مجتمعنا، تمكنت مكافحة المخدرات لشمال وشرق سوريا من تحقيق إنجاز أمني نوعي من خلال ضبط شحنة ضخمة من المواد المخدرة بلغت 2,765,000 حبة كبتاغون جاءت هذه العملية النوعية بعد متابعة دقيقة مكثفة و متواصلة، استناداً إلى معلومات دقيقة حول محاولة نقل كمية كبيرة من الحبوب المخدرة إلى مدينة قامشلو مقاطعة الجزيرة، بعد إدخالها من إحدى الدول المجاورة بهدف الاتجار بها”.

وأضاف: “نُفذت العملية منتصف ليلة الإثنين، حيث قامت قواتنا بمشاركة قوى العمليات بنصب كمين بأحد أحياء قامشلو، وعند وصول السيارة المشتبه بها، تم توقيفها على الفور، ونتيجة لعمليات التفتيش الدقيقة، عُثر على الشحنة مخبأة داخل أكياس صغيرة داخل السيارة والموقع المستهدف، في واحدة من أكبر الضربات لتجار المخدرات في المنطقة”.

وأوضح: “تم ضبط كمية ضخمة بلغت 2,765,000 حبة كبتاغون وتوقيف شخصين يعتبران من الأفراد الرئيسية في شبكة ترويج المخدرات ضمن مقاطعة الجزيرة”.

وأكد “العزم الكامل على التصدي لكافة أشكال الجريمة المنظمة، وفي مقدمتها تجارة المخدرات، التي تستهدف تدمير مستقبل شبابنا وتقويض القيم الأساسية في مجتمعنا، كما نؤكد أن هذه العملية تمثل جزءًا من جهودنا المستمرة على مدار الساعة لمكافحة هذه الآفة الخطيرة”.

ودعا “الأهالي على تجنب الانسياق وراء الإغراءات التي قد يروجون لها تجار المخدرات، كما ندعو الجميع للتعاون معنا من خلال الإبلاغ عن أي نشاطات مشبوهة تسهم في تعزيز أمن واستقرار مجتمعنا”.

ضبط أكثر من مليوني حبة كبتاغون في شرق سوريا.. لماذا عادت عمليات التهريب؟

القوات الكردية في شمال شرق سورية تضبط مواد مخدرة (رويترز)

لماذا تستمر علميات تهريب المخدرات؟

تتبع تقرير لدويتشه فيله الألماني، الأسباب التي تجعل الكبتاغون مستمر بالرغم من سقوط نظام الأسد الذي كان هو الراعي لصناعة وتجارة الكبتاغون وان لم يكن بشكل مباشر، باعتبارها وسيلة لتمويل البلاد التي تعاني من العقوبات.

يحدد المختصون عدة مبررات وأسباب تجعل الكبتاغون مستمرا، من بينها المشاكل الأمنية العامة والمستمرة في سوريا، حيث ان الحكومة المؤقتة لا تملك التمويل أو الموظفين أو الوقت أو معدات المراقبة اللازمة للقضاء نهائيًا على إنتاج الكبتاغون وتهريبه، ولكن هناك عوامل أخرى أيضًا، من بينها ان تغض الإدارة الجديدة بقيادة الشرع طرفها عن بعض مناطق معامل الكبتاغون التي “لايريد استعدائها”.

ولاحظ معهد نيولاينز، في عام 2024، أن نظام الأسد بدأ يمارس المزيد من الضغط على شبكات التهريب ، بسبب الضغوط التي تعرض لها النظام ولا سيما من قبل الدول العربية المتضررة من هذه المخدرات، لكن نتيجة لحملة التضييق التي شنها الأسد، اتسع التهريب إلى العراق، وتركيا، وألمانيا، وهولندا، ومصر، وحتى الكويت، وهو أمرٌ مثيرٌ للاهتمام”، كما أوضحت كارولين روز، مديرة ملفّ العلاقة بين الجريمة والصراع في معهد نيولاينز، مبينة انه “لم يكن النظام يعلم بذلك حينها، لكن كانوا يُمهّدون دون علمٍ لهذه التجارة غير المشروعة لتزدهر بعد سقوط النظام”.

وأشار المعهد إلى أن شبكات ومختبرات التهريب تطورت لتصبح أصغر حجمًا وأكثر تنقلًا ومرونة حتى قبل ديسمبر الماضي، وأضافت أن كل ذلك “يُسهم بشكل كبير في أن يصبح الكبتاغون تجارة عابرة للحدود وأكثر مرونة، ويصعب مواجهتها”.

ضبط أكثر من مليوني حبة كبتاغون في شرق سوريا.. لماذا عادت عمليات التهريب؟

ملايين الحبوب المخدرة في أكياس بلاستيكية (رويترز)

ويقول باحثون إن كميات قليلة من مادة الكبتاغون يتم إنتاجها في منطقة البقاع جنوب لبنان، فيما أشار معهد كارنيغي لشؤون الشرق الأوسط أن بعض المضبوطات الأخيرة هي مخزونات متبقية من نظام الأسد، لكن الكبتاجون لا يزال يُنتج داخل سوريا أيضاً.

ويضيف انه: “في شمال سوريا، تضمن مسار تهريب الكبتاغون إلى تركيا تعاونًا بين النظام السوري وجماعات مسلحة تابعة للجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، لذا يستمر إنتاج الكبتاغون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا، بما في ذلك الأجزاء الشمالية من البلاد الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إنقاذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر - خليج نيوز
التالى حائل.. القبض على شخصين لترويجهما أقراصاً خاضعة لتنظيم التداول الطبي - خليج نيوز