نشر معهد "ألما" الإسرائيليّ تقريراً جديداً قال فيه إن "قيادة حزب الله الجديدة تُواجه اختباراً استراتيجياً" لاسيما بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل ولبنان.
Advertisement
وتابع: "إنَّ الضغط من الدولة اللبنانية على حزب الله، وحثه على عدم جر لبنان إلى حرب أخرى مع إسرائيل، واضح بالفعل. في الواقع، يبدو أن نعيم قاسم يفضل التركيز الآن على المهام العاجلة التي تنتظره: إعادة بناء قوة حزب الله، وإعادة تنظيم المنظمة في أعقاب الضربة التي تلقاها من إسرائيل، وإعادة تأهيل أضرار الحرب التي لحقت بالمجتمع الشيعي، القاعدة الاجتماعية التي يعتمد عليها حزب الله. لذلك، من الممكن الافتراض أن قاسم نفسه لن يتسرع في إشراك حزب الله في حرب غزة".
واستكمل: "إلى جانب هذه الاعتبارات، التي تُملي على حزب الله تجنب الدخول في الحرب، يجب على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار دوافع إضافية قد تدفع قيادة المنظمة إلى اتخاذ قرار مختلف. من المتوقع أن تشعر قيادة حزب الله بضغط من ثلاثة عوامل ستدفعها إلى استنزاف قوة إسرائيل ومساعدة حماس: أولاً، في ضوء الانضمام المتوقع للحوثيين والجماعات الشيعية في العراق إلى الحرب، قد تخشى قيادة المنظمة على مكانة حزب الله كمنظمة رائدة في محور المقاومة. هذه المكانة مهمة لحزب الله لتبرير المساعدة المالية الواسعة التي يحتاجها حالياً من إيران لإعادة تأهيله. ثانياً، قد تشعر القيادة أنها لا تستطيع أن تخيب آمال راعيها الإيراني، الذي يتوقع منها بذل أقصى جهد لمساعدة حماس، وفقًا لمكانتها كدرة التاج في نظام الوكلاء الإيرانيين".
وتابع: "أخيراً، يمكن التقييم بحذر أن حزب الله في حالة صدمة عميقة بعد القضاء على نصرالله والقيادة العليا للمنظمة، وبالتالي فإن قرارات القيادة الحالية لا تحظى بموافقة شاملة كما حدث في أيام نصرالله وأعضائه المخضرمين وذوي الخبرة في مجلس الجهاد (هيئة الأركان العامة لحزب الله). وقد انعكست الصدمة التي يعيشها حزب الله بشكل جيد في حالة نواف الموسوي، المسؤول عن الموارد والحدود في المنظمة. ففي مقابلة مع قناة الميادين، في 3 آذار، انتقد الموسوي بشدة مسؤولي الأمن في المنظمة لتقاعسهم، والذي انعكس في هجوم أجهزة النداء والاتصالات. ورداً على تصريحاته، أفادت التقارير أن قيادة المنظمة تدرس اتخاذ إجراءات تأديبية صارمة ضده، والتي قد تشمل تجميد عضويته وإلغاء صلاحياته. وفي ضوء هذه الضغوط مجتمعة، فمن الممكن أن تقرر قيادة المنظمة، وخاصة قاسم، الذي تقل مهاراته بشكل كبير عن مهارات نصرالله، الانضمام إلى القتال في نهاية المطاف".