Advertisement
وما لم يقله الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي طالب نتنياهو بعدم قصف مطار بيروت والمرفأ ومحطات الكهرباء قالته نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، التي رأت أن خرق وقف إطلاق النار جاء من الجانب اللبناني وليس من إسرائيل، وأكدت أن لبنان لم يكن ليدخل الحرب لولا إيران و"حزب الله". ودعت الحكومة اللبنانية إلى لجم المجموعات التي تطلق الصواريخ. فالإدارة الأميركية مع الرئيس ترامب غير ما كانت عليه في عهد بايدن، وكذلك هو الفرق بين اورتاغوس وآموس هوكشتاين، وإن كانا يلتقيان على هدف واحد، ولكنهما يختلفان بالأسلوب وبالطريقة على إيصال ما تريد واشنطن إبلاغه من رسائل مباشرة إلى المسؤولين في لبنان.
فالقصف الذي تعرّضت له الضاحية الجنوبية أمس الأول رسالة مباشرة من تل أبيب إلى القيادة الجديدة في "حزب الله"، وهي أن من يريد أن يلعب مع الهرة ما عليه إلاّ أن ينتظر ردّة فعل عنيفة وسريعة، أو أنه "إذا لم يعمّ الهدوء في مستوطنات الجليل فلن يكون هناك هدوء في بيروت، ولن نسمح بالعودة إلى واقع ما قبل 7 تشرين الأول، وسنضمن سلامة سكان الجليل وسنتحرك بقوة أمام أي تهديد". وهذا الكلام غير المسبوق هو لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
وفي رأي أكثر من مراقب، ولو من بعيد، أن هذا التطوّر الخطير، وهو الثاني خلال أسبوع، يؤشر الى ان الأمور قد تذهب الى تطورات أمنية أكبر، ومؤكدين أن قد لا تقتصر على ضرب إسرائيل لبعض المواقع في الجنوب اللبناني، والاكتفاء بغارة يتيمة على الضاحية، مؤكدين أن معادلة "المستوطنات الشمالية مقابل بيروت" قد أدخلت نوعًا جديدًا من الحروب غير التقليدية على الساحة اللبنانية، وقد يتلاقى مع موقف الرئيس الأميركي الذي أبدى استعداده للتدّخل الجدي لمنع إسرائيل من استهداف المطار والمرفأ في بيروت ومحطات الكهرباء، ولكن من دون أن يتضح المقصد الحقيقي لهذا الكلام، وعمّا إذا كان بمثابة ضوء أخضر أميركي لإسرائيل لكي تتصرّف وفق ما تراه مناسبًا لمنع استهداف مستوطناتها الشمالية بقصف متقطع.
فهل معادلة "المطلة مقابل بيروت" هي رسالة ضغط أميركية بتنفيذ عسكري إسرائيلي، عشية زيارة أورتاغوس للمنطقة، وضمناً لبنان، وما تحمله من طروحات يُعتقد أنها ستكون ضاغطة على المسؤولين اللبنانيين لجهة مطالبتهم بضبط ساحتهم الداخلية، قبل الانتقال إلى مراحل متقدمة لا تشكّل أي احراج لإدارة ترامب؟