ترامب يهدد بضرب إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق
هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بقصف إيران وفرض رسوم جمركية ثانوية عليها ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.
وقال ترامب: “لا أستطيع أن أتخيلهم يفعلون أي شيء آخر غير إبرام صفقة”، وأضاف أنه يفضل التوصل إلى صفقة على البديل الآخر، والذي يعتقد أن الجميع يعرفه، وهذا لن يكون جميلاً.
في ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 الذي فرض قيودًا صارمة على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.
ومنذ ذلك الحين، طورت إيران قدراتها النووية بسرعة.
خامنئي يرد
في رده على تصريحات الرئيس الأمريكي قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن طهران سترد بالمثل على أي عمل عسكري أمريكي ضدها.
وأضاف في خطاب ألقاه بعد صلاة عيد الفطر في طهران، الاثنين: “الولايات المتحدة تهدد باتخاذ إجراء ضدنا، ولكن أي إجراء سيُقابل بالمثل”.
وأوضح الأعلى الإيراني: “في حال قام الأعداء بالاعتداء على إيران فإنهم سيتلقون ضربة شديدة وقوية، وإذا فكروا بالقيام بفتنة في الداخل سيرد عليهم الشعب الإيراني كما رد في الماضي”.
ولم تحرز المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل أي تقدم منذ أن قام ترامب خلال فترة ولايته الأولى بسحب أمريكا من جانب واحد من الاتفاق الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية والذي فرض قيودا صارمة على تطوير برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات.
وحذر ترامب، الأحد، من هجوم عسكري محتمل ورسوم جمركية ثانوية ضد إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع واشنطن.
وردت طهران برسالة بعثتها عبر سلطنة عُمان، أكدت فيها رفضها الدخول في مفاوضات مباشرة ما دامت تتعرض لتهديدات وضغوط عسكرية.
وقال وزير الخارجية، عباس عراقجي، الأسبوع الماضي، إن بلاده لا يمكنها المشاركة فقط إلا في محادثات غير مباشرة.
انهيار النظام
يحذّر العديد من السياسيين في طهران، من أن النظام سينهار ما لم تتغير السياسات الحالية.
وفي الأسابيع الأخيرة، وجه عدد كبير من المسؤولين والخبراء انتقاداتهم علنًا، بعضهم يعبر عن مواقفه بوضوح أكبر، بينما لا يزال البعض الآخر يتجنب ذكر اسم خامنئي، ويستخدم مصطلحات مثل “الحكم” أو “النظام” في تصريحاته.
وساهمت زيادة إمكانية نشر مقاطع الفيديو على “يوتيوب” في جعل هذه الانتقادات أكثر وضوحًا، فالسياسيون والمحللون المختلفون، بمن فيهم رئيس منظمة التخطيط والميزانية السابق، مسعود روغني زنجاني، قد عبروا بشكل أكثر صراحة عن انتقاداتهم مؤخرًا.
وأعلن روغني زنجاني، في تصريح صحفي، أن خامنئي يعارض رفاه الشعب، وهي تصريحات قلما كانت تُسمع من قبل مسؤولي النظام.
ومن بين المنتقدين الآخرين محمد حسين عادلي، محافظ البنك المركزي السابق، خلال فترة تولي الرئيس الأسبق، أكبر هاشمي رفسنجاني.
وقال عادلي مؤخرًا إنه بسبب المشاكل الناجمة عن التوترات بين طهران وواشنطن، فإن البلاد تخسر سنويًا ما لا يقل عن 50 مليار دولار في مجال الواردات والصادرات.
وقدر أن حجم التجارة الخارجية لإيران في العام الماضي كان نحو 150 مليار دولار، ونتيجة للعقوبات والحاجة إلى الالتفاف عليها، ارتفعت تكاليف التجارة بنسبة تصل إلى 30 في المائة تقريبًا.
وأضاف أن هذا الخسارة تعادل إجمالي ميزانية الحكومة، وأن كل مواطن قد تكبد خسائر بلغت في المتوسط نحو 53 مليون تومان في العام الماضي؛ نتيجة لمعاداة الولايات المتحدة، وإذا توقفت السياسات المناهضة لأميركا التي ينتهجها خامنئي، يمكن أن تحقق الحكومة الإيرانية دخلاً يساوي ضعف ما تحصل عليه الآن.