Advertisement
وبحسب الصحيفة، "كلا الخطتين محكوم عليهما بالفشل. فالقضايا التي يركز عليها صانعو السياسات في واشنطن ولندن وبروكسل، الناتو والأراضي وقوات حفظ السلام، ليست الأسباب الرئيسية للحرب، وبالتالي لا يمكن أن تكون مفاتيح السلام. إن جهود روسيا للسيطرة على أوكرانيا لا تنبع من طموحات إقليمية ولا من مخاوف أمنية، بل من أيديولوجية. لذا، ينبغي أن يتحول تركيز خطط السلام إلى ما هو أهم. إن غزو روسيا لأوكرانيا هو، قبل كل شيء، حرب هوية. ففي رؤية بوتين للعالم، "الروس والأوكرانيون شعب واحد"، وأوكرانيا هي "روسيا الصغيرة". ولا تقتصر هذه الآراء على الكرملين، بل هي راسخة بين الروس منذ زمن طويل، وتُشكّل جزءًا من المناهج الدراسية الروسية. هذه السياسات لا تخدم أي غرض عسكري، بل هدفها الوحيد هو تدمير الهوية الأوكرانية واستبدالها بهوية روسية".
وتابعت الصحيفة، "خطط السلام الحالية لا تُعالج هذا الواقع، مما يجعل السلام الدائم مستحيلاً. فروسيا، في نهاية المطاف، روسيا تضع نصب عينيها كييف، لا دونباس، ولن ترضى بالمناطق التي تحتلها حالياً. سينتظر الكرملين، ثم يُعيد تنظيم صفوفه، ثم يُعاود الضرب. وحتى الضمانات الأمنية لا تمنع روسيا من محاولة إخضاع أوكرانيا من خلال التدخل في الانتخابات، وحملات التضليل، وتأجيج الحرب الأهلية. والواقع أن السلام لا يتحقق إلا بقبول روسيا الكامل لأوكرانيا كدولة مستقلة ومنفصلة. ولكن هل يمكن إصلاح هذا الوضع؟ إن تغيير المعتقدات القومية أمر صعب، ولكنه ليس مستحيلاً. قلة من الألمان ما زالوا يطالبون بكونيغسبيرغ، كالينينغراد الروسية الآن. كما ولم يعد المكسيكيون يحلمون باستعادة كاليفورنيا، وتقبلت باكستان خسارة بنغلادش".
وتابعت الصحيفة، "غالبًا ما تتغير المواقف بفعل الهزائم العسكرية، لكن هزيمة روسيا ليست السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف. الهوية الروسية، كغيرها من الدول، هي نتاج سياسات حكومية مدروسة. فقد لُقّن الروس، على مر السنين، أن أوكرانيا روسية، وينبغي أن تكون كذلك. لكن إذا تغير الكرملين، فقد يسير الرأي العام على خطاه. لإعطاء فرصة للسلام، ينبغي على القادة الغربيين اتباع نهج من شقين. أولاً، عليهم إقناع بوتين بقبول أن أوكرانيا دولة حقيقية ومستقلة. يجب إجبار روسيا على التعامل مع أوكرانيا كمحاور في أي جهود دبلوماسية مستقبلية، وعدم السماح لها بإبرام اتفاق مع الغرب من وراء ظهرها. كما ينبغي على الغرب تشجيع تغيير في قناعات روسيا".
وأضافت الصحيفة، "ثانيًا، يجب رفض محاولات روسيا فرض أيديولوجيتها على أوكرانيا كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار أو السلام. لا ينبغي إجبار أوكرانيا على قبول مطالب بوتين بجعل الروسية لغة رسمية، كما لا ينبغي إجبارها على الخضوع لـ"نزع النازية". ويجب أن يتمتع الأوكرانيون بحرية اعتناق آراء مختلفة حول تاريخهم والتعبير عنها، واستخدام أي لغة يختارونها في حياتهم الخاصة. في نهاية المطاف، يتوقف حل الحرب بين روسيا وأوكرانيا على استعداد الروس لقبول حقيقة أنهم والأوكرانيين ليسوا ولن يكونوا كيانًا واحدًا. كلما أسرع شركاء أوكرانيا الغربيون في إدراك هذه الحقيقة وبدءوا في معالجة هذه القضية، زادت فرص نجاح خططهم للسلام".